دروس الفلسفة '' سنة أولى باكلوريا ''



 تقديم
إن انشغال الفكر الفلسفي بمسألة الإنسان لكون هذا الأخير قد حقق الطفرة ( قفزة نوعية) الكبرى التي مكنته من تأمل العالم ووجوده في هذا العالم. الواضح أن السؤال البدئي ( ما الوجود) للفيلسوف الطبيعي طاليس (546-625 قبل ( الميلاد) يدشن لهذا التحول في علاقة الإنسان مع العالم الخارجي فيصبح هذا موضوعا للدهشة من تم للتفكير الفلسفي. فضلا عن ذلك، فقد أفضت الدعوى السقراطية ( إعرف نفسك بنفسك) إلى جعل الإنسان وبقوة في قلب التفكير الفلسفي وإذا يحوز هذا الإنسان وجودا طبيعيا يشترك فيه مع الحيوان، فهو في الوقت نفسه الكائن العاقل الذي يستطيع الوعي بوجوده وهو أيضا الكائن المريد، والذي يمتلك ملكة اللغة التي لا تنحصر كونها وسيلة تواصل، بل إنها تكشف من جهة أخرى عن هذا البعد الاجتماعي فيه.
وحيث إن الإنسان ذاتا واعيا وراغبة أو مريدة، فضلا عن كونه ذاتا متكلمة واجتماعية كيف تتدخل هذه المحددات أي الوعي والرغبة واللغة والمجتمع.




1- مفهوم الوعي و اللاوعي  .

لئن تغايرت دلالات الوعي وتعددت فإنها ترتد إلى فاعلية خاصة بالإنسان وهي التفكير. والوعي كخاصية إنسانية هو تلك المعرفة التي تكون لكل شخص بصدد وجوده وأفعاله وأفكاره فأن يكون الشخص واعيا ويتصرف طبقا للمعرفة التي تحركه والعيش بوعي الوجود. وهذه الازدواجية هي التي تميز الإنسان " أشياء الطبيعة تكون مباشرة وبكيفية واحدة، في حين أن الإنسان ولكونه، كائنا ذا عقل له وجود مزدوج فهو يوجد على نفس شاكلة الأشياء الطبيعية، لكنه ، من جهة أخرى، يوجد من أجل ذاته، يتأمل ذاته، يتمثلها ويفكر فيها، وهو لا يكون فكرا وهو لا يكون فكرا سوى لأنه فاعلية تشكل وجود الأصل ذاته"
( هيجل الاستطيقا 1835)
إلا أن الإنسان وإن تميز بخاصية الوعي فهذا لا يعني أنه ذاتا واعية كلية وإذ يظهر في أحيان كثيرة أن الإنسان يكون محكوما من قبل فاعلية لا واعية تتمثل في دوافع غريزية من أصل جنسية أو عدوانية، وفي أفعال غير واعية ومن هنا يمكننا تحديد اللاوعي بنحو سلبي باعتباره أمرا لا واعي أي كعدم اللاوعي لكن يمكننا أيضا تحديد اللاوعي بنحو إيجابي أي باعتباره واقعا نفسيا يملك نوعا من الوظافة أو الفاعلية وسمات خاصة في هذه الحالة يحيل اللاوعي إلى اكتشاف سيجموند فرويد والذي ينتمي لحقل التحليل النفسي la psychanalyse ويمكن أن نلاحظ أن التحديد السلبي للاوعي أوسع حيث يستعلم لفظ اللاوعي في صورة صفة أو حالة.
مثلما أن اللاوعي هو موضوع لتحديد العلم السيكولوجي إن الوعي بدوره يظهر من الناحية السيكولوجية مثل النور ( فنقول أن أفكارنا هي أقل أو أكثر وضوحا بحسب درجة الوعي الذي لدينا ومثل الفعل كالتوتر والانتباه فالوعي يعتبضي في الواقع مجهود انتباه وإيضاح وهو يتطور مع الذاكرة والعودة إلى الذات.
نتيجة لتضارب وتنازع هذه الدلالات حول مفهوم الوعي، والتي تتراوح أساسا بين المرجعية الفلسفية والعلمية إذن فكيف يمكن تحديد مفهوم الوعي وإذا كان الإنسان ذاتا واعية وتخترقه في الوقت نفسه دوافع لا واعية. ما هي العلاقة بين الوعي واللاوعي؟ وأيهما يتحكم في الذات؟
وإذا كانت وظيفة الوعي هي تقديم صورة حقيقية عن الواقع والذات، ألا يمكن أن يصير خاضعا لمفعولات الوهم والإيديولوجيا فيتم تزييف وتشويه الواقع والحقائق؟

I ) الوعي والإدراك:
1) المقترب العلمي للوعي تصور شونجو
هدف المحور: أن نتعرف عن مفهوم الوعي وعلاقته بالإدراك والشعور والذاكرة.
سؤاله الإشكالي: هل يمكن تحديد مفهوم الوعي؟
تحليل النص: ص 14 ل ج.ب.شونجو/1936 ....)
صاحب النص: عالم بيولوجيا فرنسي من مؤلفاته " العقل واللذة والأسس الطبيعية للأخلاق.
إشكال النص: كيف يمكن تحديد الوعي؟ وبأي معنى يعد نشاطا عصبيا فزيولوجيا؟ كيف تتأسس المقاربة العلمية للوعي؟
أطروحته:
الوعي نشاط عصبي مشروط فيزيولوجيا، وأنه يرتد إلى الطابع المادي للصور العقلية.
حجاجة:
ينتقد الفلاسفة واللا هويتين ليعتبر أن البحث في الوعي هو من اختصاص العلم ومن تم تكون الحاجة إلى التخلص من الخطابات الأدبية.
باعتباره عالم بيولوجيا، يقدم لتحديده الوعي من حيث هو نشاط عصبي عقلي مشروط بالبنية الفزيولوجية ( الاستثناء على سلطة علمية بالنسبة لي)
يقدم استشهاد للبيولوجي الفرنسي جاك مونو (10-1976 ) ليبين أن العقل البشري هو نشاط تمثلي لموضوعات خارجية.
ليستند على وقائع علمية نفسية وفيزيائية لتؤكد على الطابع المادي الفيزيولوجي للصور العقلية ومن ثم الوعي باعتباره نشاطا مشروطا للعمل الدينامي لخلايا الدماغ والسيالات العصبية.
استنتاج:
يتحدد الوعي في المقاربة العلمية بكونه نشاطا عقليا يرتد إلى النشاط العصبي للخلايا الدماغية. فسواء كان هذا النشاط العقلي تفكيرا أو انفعالا أو شعورا أو وعيا بالذات فهو في آخر المطاف نشاط عصبي مشروط فيزيولوجي وهذا ما يتأكد من خلال الوظيفة التمثلية) للعقل في علاقته مع الأشياء الخارجية. كما يتأكد أيضا من خلال الطابع المادي للصور العقلية من منطلق أن هذه بمثابة نتائج أو مفعولات للعمل الدينامي المتعلق بالخلايا والسيالات العصبية.
إلا أن ما يمكن ملاحظته على هذا التحديد العلمي هو عدم تمييزه بين الإدراك الحسي الذي يكون مرتبطا بمقولتي المؤثر والاستجابة، بمعنى أنه يظهر في شكل ردود وأفعال أو انفعالات مباشرة وبين الوعي باعتباره نشاطا منعكسا يتمثل في تلك المعرفة التي تتحصل لدى الإنسان بصدد أفعاله وأحاسيسه مما يعني أن هذه الأفعال والأحاسيس ليست مجرد إدراكات حسية مباشرة . فكيف يتحدد إذن الوعي المنعكس؟

2) المقترب الفلسفي للوعي " تصور ديكارت"
نص 1: يقول ديكارت

بقدر ما أننا نميز بين الرؤية المباشرة والرؤية المنعكسة بأن تلك الأولي تتوقف علي الأشعة وتتوقف هذه علي الثانية بقدر ما أن الأفكار البسيطة والأولى ( الذين يشعرون بالألم لأن الريح نفخ أمعاءهم أو يشعرون باللذة لأنهم تغذو بمزاج لائق) يمكنها أن تسمى أفكارا مباشرة وغير منعكسة ، لكن عندما يشعر الرائد بشيء ما، ويدرك في الوقت نفسه بأنه لم يشعر فقط بالشيء ذاته فإنني أسمي هذا الإدراك الثاني انعكاسا. رسالة 1648 amauld (2)29 juillet 1648
نص 2:
نجد أن الفكر محمول يرتبط ب وهو الوحيد الذي لا يمكنه أن ينفصل عن أناي. أنا كائن، وأنا موجود. هذا أمر يقيني، لكن كم من الوقت؟ بقدر ما أنا أفكر.
ديكارت، تأملات ميتافيزيقية
نص 3:
أعني بالفكر كل ما يختلج فينا بحيث نكون واعين به، وحيث نكون به وعي.
مبادئ الفلسفة:
نستطيع أن نميز لدى ديكارت بين الفكر أو الوعي المباشر وبين الفكر أو الوعي المنعكس وذلك على غرار مثل تمييزنا بين الشعاع الساطع مباشرة وذلك الذي يكون منعكسا على مرآة ويرتد إلى نقطة انطلاقه.
يكون الوعي مباشر إذا كان وببساطة، وعيا بشيء ما ويكون وعيا منعكسا إذا كان يحيل في الوقت نفسه إلى أنا مفكر كالتي يتحسر لديها الوعي بذاتها. وبالفعل فالوعي المنعكس يتضمن عملية اعتراف أو تعرف ( يتعرف الوعي على ذاته أو يحصل للذات الاعتراف بذاتها من حيث هي ذات واعية أو مفكرة) ويمكن لنا القول على وجه الخصوص بأنه وعي منعكس بما أنه لا يتحدد فقط بالفعل المباشر الذي يكون للماضي في الحاضر، بل بعودة الوعي الذي يتعرف في انطباع الحاضر على ذكرى انطباع الماضي. والحال أن الوعي المباشر لا يكون واعيا سوى بموضوعه الحاضر، إنه وعي لحظي، فيما يكون الوعي المنعكس أو الوعي الذاتي هو الوحيد الذي يكون واعيا بالاستمرارية النفسية.
لقد اكتشفت الديكارتية في ( الأنا أفكر) أو الذات المفكرة المبدأ الأول للميتافيزقا باعتباره أساسا كل يقين والحال، أن العودة إلى الذات أو الانعكاس هذا الذي بواسطته أفكر أنني أفكر هو الذي يسمى وعيا. فالفكر هو الشرط الضروري والكافي لمعرفة وجود الآنة الواعية، إنه يشكل طبيعة الذات من حيث هي ذات واعية وبهذا العنى يتماهى عند ديكارت- الفكر والوعي إن لم يكن الفكر هو عين الوعي.
وبذلك فالوعي يغدو خاصة إنسانية فهو صفة تخص الذات هذه التي تثبت كينونتها بالفكر وحده وبمعزل عن الحس والخيال أو أي موجود حسي آخر. وبرغم ارتباط الفكر أو الوعي بالزمان بحيث إن الانقطاع من التفكير هو انقطاع عن الوجود فإن ذلك لا يعني ارتباطه بالتاريخ وإذا كان الوعي غير متوقع عن التاريخ فإن هذا يفضي إلى تحديد جوهري ما هوي بمفهوم الوعي،/ حيث يكون الوعي جوهرا قائما بذاته وهذا يسقط في نوع من الآنا الأحاذية solipsisme والانغلاق أو العزلة الجذرية
هذا التحديد الجوهري للوعي سيؤدي إلى ظهور انتقادات تحاول إخراجه من الانعلاق وفتحه على العالم من أمر هذه الانتقادات ما ننفيه لدى هوسرل الذي يسعتبر كل " أنا أفكر" وكل حالة من حالات الوعي إنما تقصد شيئا ما، ويتضمن الوعي للقصدية باعتبارها علاقة فاعلة للفكر مع أي موضوع كان، فإن السمة العامة التي تصبح للوعي هو أن كل وعي إنما هو عي بشيء ما وأنه ذو طابع مزدوج نثبت من خلاله الذات والعالم، والأمر الذي سيخلصه من انغلاقه وعقمه يفتحه على الموجودات والتاريخ وبما في ذلك الجسد وما يخترقه من اندفاعات ورغبات قد تكون لا واعية
II ) في علاقة الوعي واللاوعي:
هدف المحور: أن نتعرف من طبيعة العلاقة بين الوعي واللاوعي ومفعول كل منهما ومن تم أيهما يتحكم في الذات.
السؤال الإشكالي: ما العلاقة بين الوعي واللاوعي وأيهما يتحكم في الذات؟
1) المنظور العلمي السيكولوجي:
تحليل النص: ص 18 لسيجموند فرويد (frend) (1939-1856)
صاحب النص: طبيب نفساني من مؤلفاته مدخل إلى التحليل النفسي.
إشكاله: ما علاقة الوعي باللاوعي ؟ وكيف نفسر تحكم الله وعي باللاوعي في الحياة النفسية للذات؟
أطروحته: اللاشعور هو أساس الحياة النفسية وواقعها الحقيقي.
حجاجة: يحذر من المبالغة في أهمية الشعور أو الوعي، ليفترض أن اللاوعي هو الواقع النفسي الحقيقي وأن الوعي مجرد جزء منه.
إبرازه لمفعول اللاشعور الذي ينكشف بمقنع في الحلم، هذا الذي يعد انعكاسا رمزيا للتخيلات اللاشعورية المرتبطة بالاندفعاعات الجنسية.
- كشفه للوجه المضلل للنشاط الشعوري الذي من شأنه يحجب كل نشاط سواه وبالأخص النشاط اللاشعوري.
استنتاج:
انطلاقا من نظريته في التحليل النفسي يرى فرويد أن اللاشعور هو الأساس الحقيقي للحياة النفسية ومن تم فهو يدعو إلى عدم المبالغة في تقدير أهمية الشعور الذي لن يعدو عن كونه جزءا ضيقا من اللاشعور . وحتى يؤكد فرويد الوجود النفسي اللاشعوري، فهو يعتبر الحلم علامة على تلك الاندفاعات الغريزية ذات الطابع الجنسي وعلى كل الأفكار أو الأشياء التي تركبتها لعدم تلاؤمها مع مبدأ الواقع، وبذلك فإن الحلم بمثابة الطريق الملكي اللاشعور والذي يسمح بتحقق رمزي تخيلي لبعض مكونات هذا الجانب النفسي اللاشعوري طالما أن الشعور لا يسمح بتحققها مباشرة.
وبتأكيد فرويد على أن المحدد: الرئيس الشخصية هو اللاشعور فإن هذا يدفعها إلى التساؤل عما تبقى للذات باعتبارها واعية ومفكرة ومديرة وحرة.
2) المنظور الفلسفي:( استتما نص ص 19 alain )
مقابل الأطروحة الفرويدية التي تؤكد على حتمية المحددات اللاشعورية وأهميتها القصوى في الحياة النفسية بلور Alain أطروحة مضادة تعتبر أن ما يعتمل ( يختلج في أنفسنا) في ذواتنا من أفكار وتصورات غنما يرتد ( يرجع) إلى الذات الفاعلة والواعية ومن تم رفض هذا الكيان السيكولوجي ( النفساني) الغريب الذي أبعد عنه النظرية الفرويدية.
هكذا يعتبر Alain أنه إذا كان افنسان غامضا وتخترقه ظواهر ملتبسة فإن هذا ما يتعين معرفته والبحث فيه بدلا من زعم افتراضات خاطئة المؤسسة على مفهوم اللاشعور . وخاصة حينما يتحول هذا اللاشعور إلى أنا آخر غريب يسكننا على نحو غريب ليتأكد لدى Alainأن الإنسان لا يفتأ يمارس ذاته الفاعلة والحرة والمريدة.
ومهما تبدت أهمية الوعي وفاعليته لا يمكن له أن يعمل على تزييف وتشويه حقيقة الواقع بدل تقديمه كما هو بمعنى آخر لا يمكن أن يصبح هذا لاوعي بفعل الإيديولوجيا والفهم وعيا زائفا ومشوها؟

III ) الوعي والإيديولوجيا والمعنى:
هدف المحور: أن نتبين علاقة الوعي بالإيديولوجيا وأهميته بالنسبة لإنتاج المعنى.
سؤاله الإشكالي: إذا كانت وظيفة الوعي هي تقديم صورة حقيقية عن الواقع والذات ألا يمكن أن يصير خاضعا لمفعولات الوهم والإيديولوجيا؟ وكيف يكون مؤسسا للمعنى.
إشكال النص:
ما هي الإيديولوجيا: وماوظائفها ؟ ويكف تكون وعيا زائفا يشوه الواقع؟
أطروحة نص ص 22 : الإيديولوجية عملية فكرية عامة تعمل بواسطتها التمثلات الخيالية على تزييف وتشويه الواقع.
العناصر الحجاجية: - يقدم تعريفا للإيديولوجيا باعتبارها عملية فكرية عامة تعمل من خلال تمثلات خيالية على القلب. الواقع المماثل إياها بالعلبة السوداءؤ في التصوير الفوتوغرافي على غرار استعارة ماركس.
- إبرازه للإيديولوجيا كظاهرة تجويفية وتزيينية، بل أنهما تقوم أكثر من ذلك بوظيفة تبريرية مرتبطة بالسلطة والسيطرة.
- تبيانه لوظيفة أخرى أهم وأعمق من الوظيفتين السابقتين وهي وظيفة الإدماج التي تعمل بواسطتها جماعة بشرية على نقل وتخليد وعناصرها الثقافية والاجتماعية إلى أفرادها قصد تشكيل الهوية الجماعية.
استنتاج:
نستفيد من هذا النص الكيفية التي تتحول بواسطتها الإيديولوجية إلى وعي زائف يقلب الواقع ويشوه الحقائق ، فسواء تعلق الأمر بوطيفة التشويه أو القلب أو وظيفة التبرير أو الإدماج فإن الوعي هنا خاضعا لمفعول الإيديولوجيا من حيث نسق من التمثلات والاعتقادات الخاصة بالمجتمع أو طبقة اجتماعية والتي لا تعكس الواقع الحقيقي.
لئن اتضح  مع التحليل النفسي أن الوعي لا يصور سوى مكانة متواضعة ضمن الحالات النفسية كما من شأنه أن يتحول إلى وعي زائف يشوه الواقع ويقلب الحقائق نظرا لمفهوم الوهم والإيديولوجيا، فهل لا زال للوعي إذن أهمية ودور في الوجود البشري؟ مهما يعتور مفهوم الوعي من تشويه أو تزييف بسبب مفعولات الوهم والإيديولوجيا فإن ذلك لا يعني انتفاء الحاجة إليه ذلك لأن حالة الوعي وإن كانت تعكس الوجود من خلال عبارة " أنا موجود" فإن هذه العبارة لا معنى لها من العبارة العلمية من منطلق أنها لا تفيد علاقة تابثة ومتلازمة بين شيئين أو ظاهرتين بيد أن الوعي المرتبط بهذه العبارة هو وعي قبلي صادق لكل تجربة وتكمن أهميته القصوى في أنه يؤسس لكل معنى سواء كان معنى معرفيا أو أخلاقيا أو وجوديا، وليصير من تمة شرط الوجود البشري ذاته والحامل لمعناه.

استنتاج عام:
إذا كان التحديد العلمي للوعي ينحصر في البعد الفيزيولوجي الذي يغدو معه الوعي مجرد نشاط عقلي متعلق بالوظائف العصبية للدماغ فإن البعد الإشكالي لهذا المفهوم لن يتبدى ( يظهر) سوى مع المقاربة الفلسفية حيث يصير الوعي مؤسسا للوجود البشري ذاته فهو جوهر الإنسان وقوام علاقته مع العالم. وبالرغم مما يتعلق بهذا الوعي من محدودية (finitude) تظهر تارة في إبراز الثقل السيكولوجي للا وعي، وبإبراز التحريف أو التزييف الذي يلحقه تحت مقعول الإيديولوجيا تارة أخرى فإن ذاتية الإنسان كذات فاعلة من شأنها أن تنفلت من كل احتواء وأن تتجاوز كل محدودية طالما أنه بالوعي ذاته يتحصل الوعي بشروط إمكان هذه الذات وفاعليتها.

المفاهيم:
اللاموتthéologie
 من الأصل الاستقاقي الإغريقي (theas) وتعني إلاه وlogos وتعني خطاب ومن الناحية الميتافيزيقية فالتيولوجيا تعني الخطاب الذي يعالج وجود وصيفات الله بالاعتماد فقط على العقل. أما بالنسبة للأديان التوحيدية فاللاموت نسق من المعتقدات الإيمانية المنزلة عبر الوحي.
الأنا الأحاذية: هي موقف أو مذهب من ينفصل عن العالم ويرد كل حقيقة أو واقع إلى الأنا الفردية
الطوطم: هو تقدسي لحيوان باعتبارجد لقبيلة ما.
الإيديولوجيا: هي مجموعة أو نسق من الاعتقادات أو التمثلات ( صور وأساطير وأفكار وتصورات) الخاصة بمجتمع أو طبقة اجتماعية معينة. والإيديولوجيا في الماركسية هي مجموعة التمثلات الجماعية. ( الأخلاقية والفلسفية والدينية...) التي يترجم بواسطتها الناس من شروطهم الواقعية للوجود.
أكسيولوجي: علم القيم
أنظولوجي: علم الوجود
أبسيتمولوجي: دراسة نفدية للمعرفة العلمية.



2- مفهوم الرغبة

مدخل إشكالي:
كثيرا ما اعتبرت الرغبة مشكلة في الفلسفة الكلاسيكية وذلك لأن طبيعتها متناقضة، أو أنها في جميع الأحوال ملتبسة والواقع أن الرغبة بحث عن موضع نعرف أو نتصور أنه مصدر إشباع، ومن تم فهي تكون مصحوبة بالعناء أو بإحساس الفقد والحرمان. ومع ذلك تبدو الرغبة كما لو أنها ترفض إشباعها مادام أنها بالكاد تشبع، وتستعجل ميلادها من جديد. إنها تعقد وتبقى على علاقة غامضة مع موضوعها: فالرغبة تريد أن تشبع ولا تريد.
وبانتقالها من موضع إلى موضوع تكون الرغبة غير محدودة أو أنها مضطرة إلى نوع من اللاإشباع جذري وهذا دون شك هو ما جعل تقليدا فلسفيا يدينها أو يرفضها غير أن الفلسفة المعاصرة ستعاود إعطاء الرغبة مكانة تامة، وستنيطها بقيمة إيجابية. فمن حيث إن الرغبة قوة إثبات، فإنها ستعبر عن ماهية الإنسان ذاته، إذ أنها مصدر إبداع لذاته ولأعماله.
هكذا يمكن أن نخلص إلى جملة من المفارقات التي تكشف عن هذا البعد الإشكالي لمفهوم الرغبة:
واعية # لا واعية              إشباع # لا إشباع
رغبة# حاجة                   رغبة # لا إرادة
محدودة# لا محدودة           واحدة# متعددة
متناهية# لا متناهية            سعادة# شقاء
لذة# ألم                          ثبات# تغير
إثبات # نفي
تأسيا على هذه المفارقات يمكن صياغة الإشال الآتي:
ما طبيعة الرغبة؟ وكيف تتحدد علاقتها بالحاجة؟
وهل يمكن للحاجة أن تتحول إلى رغبة؟ وإذا كانت الرغبة ميلا حول موضوع يكون مصدر إشباع، فهل هو ميل واعي إرادي أم لا؟ هل يمكن للإنسان أن يعي رغباته؟ وإلى أي حد يمكن الوعي بالرغبة؟ وهل إشباع الرغبة يحقق السعادة أم الشقاء؟ وإلى أي مدى تتوقف سعادة الإنسان على إشباع الرغبات؟

II ) الرغبة والحاجة:
هدف المحور: أن تتعرف على علاقة الرغبة والحاجة، وكيفية تحول الحاجة إلى رغبة لا شعورية.
سؤاله الإشكالي: ما طبيعة الرغبة؟ وكيف يمكن أن تتحول الحاجة إلى رغبة لا شعورية؟. وهل العلاقة بين الرغبة والحاجة علاقة اتصال أم انفصال؟
تحليل نص ص 30 ل ميلاني كلاين
صاحبة النص: (1882-1960) محللة نفسانية نمساوية متخصصة في علم نفس الطفل من أعمالها " علم نفس الطفل"
إشكال النص: كيف تتحدد علاقة الرغبة والحاجة؟ وهل يمكن أن تتحول الحالة الطبيعية الجسدية إلى رغبة نفسية لا شعورية ؟ وما أثر ذلك في تكوين شخصية الطفل مستقبلا.
أطروحته: تحول الحاجة إلى رغبة نفسية لا شعورية، وأثر التوتر بين الرغبة وإشباعها في تكوين شخصية الفرد مستقبلا.
العناصر الحجاجية: تبيانها أن علاقة الرضيع بأمه لا تقتصر على إشباع الحاجة إلى الطعام بل تتعداها إلى رغبة التخلص من الدوافع التدميرية مستندة على واقعة علمية لدراسة الراشدين الراغبين في أم حامية حاضنة.
- مقارنتها بين طريقتين من الإرضاع ( إحداها تلتزم بالمواعيد المحددة للإرضاع والأخرى مفتوحة ومرتهنة إلى رغبات الطفل، لتبرز أنه في الطريقتين معالا يتمكن الطفل من تلبية رغباته أو تحقيقها،
- استنادها على الواقع ( واقع الراشدين) لتؤكد على أن على أن الإحباط غير المبالغ فيه الرغبات الطفل يمكنه من التكيف السليم مع العالم الخارجي وتطور مفهوم الواقع لديه، بل إن من شأن الرغبات غير المشبهة ( المكبوتة) أو أن تفتح الطريق التصعيد ومت تم القدرة على الإبداع.
- تأكيدها على أن غياب الصراع أو التوثر بين الرغبة وإشباعها سيمنع الفرد من تكوين شخصيته وإغنائها وتأكيد أناه من منطلق أن ذلك الصراع قد يشكل أساس الفعل الإبداعي لديه.

استنتاج:
يتضح أنه نتيجة لنوعية العلاقة بين الحاجة والرغبة، وما يطبع هذه العلاقة من توثر وصراع ضمن فعل الإشباع يتحدد تكوين الشخصية وقدراتها الإبداعية في المستقبل. فيتضح كيف أن العلاقة بين الحاجة والرغبة تأخذ طابعا نفسيا لا شعوريا فإذا كانت الحاجة مرتبطة بإثارة فيزيولوجية تتميز بالضرورة ، ألا يمكن لهذه الحاجة أن تتحول أيضا إلى رغبة ثقافية أو أنها تخضع للبعد الثقافي في الإنسان.

II) الحاجة ولارغبة
( استثمار النص: الف لينتون ص 31)

اللباس

            حاجة بيولوجية الحماية              وظيفة ثقافية
             من القر والحر                                                                      الحصول على منزلة اجتماعية
                       
نشاط الجنس        نشاط الثقافة
           
الإثارة    معتقدات الحشمة أو الحياء                            ميولات جمالية ( الحصول على الإعجاب)

            تحريك رغبات جنسية        كبت الشهوات

إشكالية النص: كيف تتحول الحاجة البيولوجية إلى رغبة ثقافية؟ ( قبل الخطاطة)
أطروحة النص: تتأثر الحاجة بالثقافة وتخضع لتوجيهها.
استنتاج:
إذا كان الإنسان كائنا ذا وجود مزدوج طبيعي وثقافي فإن من شأن حاجاته البيولوجية المرتبطة بخصائصه الجسمانية أن تتحول إلى رغبات ثقافية وتخضع لتوجيه البعد الثقافي والاجتماعي للإنسان.
خلاصة للمحور:
يأكد من خلال هذا المحور أن هناك علاقة اتصال بين الحاجة والرغبة. لكن هل يمكن تصور حدود فاصلة بينهما؟ الواقع أن الحاجة عبارة عن إثارة فيزيولوجية مرتبطة بطبيعة الذات، وبهذا المعنى فهي تتعارض مع مفهوم الرغبة التابع لإرادة الذات، ويعبر نتيجة لذلك عن عرض إلا أن نقد ضرورة الحاجة في مقابل عرضية الرغبة سيؤدي إلى إعادة النظر في الحدود الفاصلة بين المفهومين فإذا استثنيا بعض الحاجات الأساسية المرتبطة بطبيعة الكائن الحي، فإنه بالإمكان القول أن كل حاجة لدى الإنسان هي رغبة من الناحية العملية، ليتضح أن التمييز بين هذين المفهومين لا يمكن تصوره سوى على المستوى النظري خاصة مع إمكانية تحول الحاجة إلى رغبة نفسية لا شعورية أو إلى رغبة ثقافية.
إذا كانت الرغبة ميلا واعيا نحو موضوع يحقق الإشباع ، فكيف تتحدد علاقة الرغبة مع الإرادة؟
وهل بمقدور الإنسان أن يحصل الوعي برغبات؟

III) الرغبة والإرادة:
هدف المحور: التعرف على طبيعة العلاقة بين الرغبة والإرادة؟
سؤاله الإشكالي: ما طبيعة العلاقة بين الرغبة والإرادة وهل بمقدور الإنسان أن يحصل الوعي برغباته؟
تحليل النص: سيفوز ا( باروخ ) ص: 35
صاحب النص: فيلسوف هولندي (1632-1677)من مؤلفاته ( الأخلاق ورسالة الاهوت والأخلاق.
إشكال النص: إذا كان الإنسان ذات واعية فإلى أي حد يعي رغباته؟ وما علاقة الرغبة بالوعي والإرادة؟
أطروحة النص: يعي الإنسان رغباته التي تحفظ وجوده لكنه يجهل كلها.
العناصر الحجاجية: - إبراز صاحب النص للجهد الذي تبذله النفس من أجل استمرار بقائها.
            - يقدم تعريفا للرغبة باعتبارها شهوة مصحوبة بوعي ذاتها.
            - إيضاحه أن المرغوب فيه أو المشتهي لا يمكن إلا أن يكون طيبا ما دام أنه مشتهى ومرغوب فيه.
            - يقدم مثلا ( السكن) ليؤكد أن الإنسان قد يعي رغباته ، لكنه يجهل عللها.
عموما فلأنه يعي رفاته ولعل هذا هو السبب في تعريف الرغبة بكونها شهوة واعية بذاتها ليتسنى بذلك للفيلسوف قلب التصور التقليدي للرغبة بقوله أننا لا نرغب في شيء لأننا نعتقد أنه جيد بل هو جيد لأنه مرغوب ومشتهي إلا أن الإنسان وهو يعي رغباته فهذا لا يعني علمه بعلل وأسباب هاته الرغبات لأن الرغبة لا تقتصر على قوانين العقل البشري بل تتعداها إلى قوانين النظام الطبيعي الأزلي برميه . فليس الإنسان سوى جزء ضئيل من هذا النظام ولا تكون معرفته إلا معرفة جزئية يمكنها من معرفة غايات الأمور.
لكن خلاف هذا التصور الذي يربط الرغبة بالوعي والإرادة ، ستبلور مدرسة التحليل النفسي تصورا يعتبر أن الرغبة إنما يقترن وجودها بوجود اللاشعور وأنها تنفلت من سلطة الذات ووعيها وإرادتها فإذا كانت الرغبة بمغابة لذة أو استمتاع جسدي، فإن ذلك يتحقق بكيفية استهامية ترتد إلى التوترات والأشياء المكبوتة خلال المرحلة الطفولية المبكرة وهكذا فإن المحدد الرئيس للرغبة هو الجانب اللاوعي.
غير أن هذا الموقف قد يجعل موضوع إشباع الرغبة موضوعا خياليا يبدو كما لو أنه خارج التاريخ، فهل في ذلك ما يبرر أن هذا الموضوع غير واقعي؟

موقف التحليل النفسي
موقف الفكر الفلسفي المعاصر ( دولوز)
- موضوع الرغبة هو موضع استيهامي غير واقعي ويتحدد بالغياب
- إنتاج الرغبة هو إنتاج استيهامي
- تعويض الموضوع الواقعي للرغبة بموضوع خيالي
- علاقة الرغبة بموضوعها هي
- موضوع الرغبة هو موضوع واقعي يتحدد بالحضور
- إنتاج الرغبة هو إنتاج واقعي لموضوع يتماهى معها فلد الرغبة وموضوعها يكونان شيئا واحدا.
- الحاجات هي التي تستند إلى الرغبة وليس العكس
- ارتباط الرغبة بالحقل الاجتماعي وتماهيها


معه فإنتاجها . هو إنتاج فعلي تاريخي مرتبط بالمجتمع

بهذا المعنى السيكولوجي لا تنتج سوى الإسهامات، وأن موضوع إشباعها إنما هو موضوع تخيلي قد يعوض الموضوع الواقعي وذلك خارج وعي الذات وإرادتها. من هنا يرفض دولوز هذا التأويل ليؤكد على البعد الواقعي والتاريخي للرغبة،  فهي متماهية مع موضوعها بل إن وجودها الفعلي هو الواقع ذاته. الواقع الاجتماعي الذي يشكل منشأ الرغبة ومجال فاعليتها وصراعها." فيقترب دولوز بذلك من الطابع الإثباتي والإيجابي للرغبة عند سبينوزا"

III) الرغبة والسعادة:
هذه المحورة : أن نتعرف عن وجه ارتباط الرغبة بالسعادة
سؤاله الإشكالي: ما وجه ارتباط الرغبة بالسعادة وإلى أي حد يؤدي إرضاء الرغبات إلى تحقيق السعادة؟
وهل الرغبة واحدة أم متعددة؟
تصور ديكارت: تحليل نص ص 38
إشكال النص: هل الرغبة واحدة أم متعددة؟ وما طبيعة اعتبار هذه أعلى الرغبات وأسماها؟
أطروحته: إن الرغبات متعددة بحسب موضوعاتها واعتبار رغبة الحب المتولدة عن الإحساس بالبهجة أقواها وأسماها.
العناصر الحجاجية: بيان صاحب النص أن الرغبة متعددة ومتنوعة بحسب تعدد موضوعاتها معتبرا أن أقوى الرغبات هي تلك المتولدة عن البهجة أو النفور.
- تساؤله عن الرغبة المتولدة عن البهجة باعتبارها أعظم خير مبرزا تغاير البهجات من خلال تقديمه لأمثلة ليعتبر أن البهجة الرئيسية هي المتأتية من الكمالات نعتقدها في شخص ما قد يصبح ذاتنا الأخرى.
- إسناده على الواقع، واقع الميل إلى شخص ما لديه ما يولد الإحساس بالبهجة ليعتبر هذا الإحساس هو المسمى بالحب.

استنتاج:
نستطيع أن نتبين مع ديكارت ارتباط الرغبة بالسعادة، فإذ يقر بتعدد الرغبات وتغيرها بحسب تعدد موضوعاتها فإنه يفاضل بينها، ليضع الرغبة المتولدة عن الإحساس بالبهجة هي أقوى الرغبات هذه المتمثلة في الميل نحو شخص نعتقد فيه صفات الكمال الذي بإمكانه أن يشكل ذاتنا الأخرى، والواقع هذا الميل هو الذي يعكس رغبة الحب.
- لكن هل هذه البهجة أو السعادة تتعلق أساسا بالرغبات الحسية الجسمانية، ومن ثم إلى أي حد تتوقف السعادة على تلبية الشهوات الحسية؟ ألا يمكن أن يؤدي تحقيق الملذات المادية إلى الشقاء بدل السعادة؟
- الواقع أن هناك موقفا فلسفيا كان قد تبلور منذ الفلاسفة الإغريق.
هذا الموقف الذي يعتبر أن الرغبات المرتبطة بالجسد لا يمكنها إلا أن تضع الإنسان في الدرك الأسفل من الحيوانية كتحقيق هذه الرغبات يجعل النفس أسيرة للشهوات ولذلك لا يمكن أن يتحصل الكمال أو السعادة بتحصيل اللذات الجسمانية لأن من شأن ذلك أن يجعل الإنسان أسير أهواءه وشهواته، والحال أن الرغبات لا ينبغي أن تكون مجرد انفعال بل فضيلة أخلاقية تترجم العيش وفق أوامر العقل والأفكار المطابقة على حد تعبير سيبنوزا. فالسعادة تكمل في العيش وفق العقل الذي يجنب من اضطراب الانفعالات ويمكن من تحصيل المعرفة من الدرجة حيث يرى من يعيش وفقها أن كل حدث أو كل شيء إنما هو نابع من الطبيعة الإلاهية أو الضرورة الطبيعية فهو يعرف كل شيء ضمن تفرده وكليته في الوقت نفسه.

المفاهيم:
الإعلاء Sublimation أو التصعيد هو مفهوم مرتبط بالتحليل النفسي يشير إلى تحويل ميولات وغوائر دنيا.
الطاقة الجنسية libido.
إلى مشاعر سامية وراقية، مثلا يمكن أن تصعد الميولات الجنسية الجمالية أو الدينية.
العلة: هي قوة مولدة لمفعول force qui produid un effort ويمكن التميير بين أربعة علل.
علة مادية : ما منه يكون الشيء
علة الصورية: ما به يكون الشيء
على لفاعله: ما عنه يكون الشيء العلة الغائية: ما لأجله يكون الشيء.

المصطلحات:
الليبدو: هي طاقة حيوية تسعى إلى الإشباع أو اللذة وهي ترتبط عند فرويد بالاندفاع الجنسي.
الحب: هو حركة القلب التي تقودنا نحو موجود ما أو موضوع أو قيمة كونية ويميز أفلاطون في محاوره المأدبة le banquet بين درجات مختلفة للحب، كالحب الذي يتعلق بفرد تتعين والحب المتعلق بفكرة عامة والذي يتعلق بنور الحقيقة.

3- مفهوم المجتمع

 مدخل إشكالي:
يمكن تحديد المجتمع بكونه تجمعا للأفراد مهيكلا بواسطة روابط تبعية متبادلة ويتطور وفق شيمات وبهذا المعنى يمكن الحديث عن مجتمعات حيوانية غير أن مفهوم المجتمع عموما قد استعمل باعتباره خاصا بالمجتمعات البشرية فهو يشير إلى هذا الكل الذي تندمج فيه حياة كل إنسان.
وذلك بمعية أنشغالاته ورغباته وأفعاله.
إن المجتمعات البشرية وعلى خلاف المجتمعات الحيوانية ذات دينامية وقدرة كبيرة على التغير والتطور والانتظام من خلال مؤسسات. لكن هذا التحديد لا تني( لا ينفك ، لا يفتأ) يحيل على كثير من المفارقات والتي تكشف أن المجتمع ليس واقعا معطي بل يتضمن بعد إشكاليا، نذكر من هذه المفارقات:
فرد# مجتمع، ثقافي # طبيعي   بشري# حيواني
سلطة# تحرر ، تعاقد# ضرورين حرية # قيد
مدني # فطري، اسنجام#تفكك، تأثير # تأثر
تجمع # تشتت، كون # فساد ، تفاهم #اختلاف
حقوق # واجبات، ثابت # متغير
انطلاقا من هذه المفارقات يمكن صياغة الإشكال التالي:
- على أي أساس ينشأ الاجتماع البشري، هل على أساس طبيعي ضروري؟ أو على أساس ثقافي تعاقدي؟
- كيف تتقوى علاقة الفرد بالمجتمع ؟ هل يسمح المجتمع بتحقق ذاتية الفرد أم سلبها ( يمحوها)؟
- وإذا كان المجتمع مؤسسة ينتظم من خلال قواعد ومعايير فكيف يمارس سلطته؟ وما مصدر مشروعية هذه السلطة؟ وما أنماطها؟
II) في نشأة المجتمع:
هدف المحور: أن نتعرف على أساس نشأة المجتمع البشري.
سؤاله الإشكالي: على أي أساس يقوم الاجتماع البشري؟ هل على أساس طبيعي ضروري أم ثقافي تعاقدي؟
1) في الأساس الطبيعي للمجتمع: ( نموذج أرسطو)
بخصوص الأساس الطبيعي لنشأة المجتمع دافع أرسطو عن الأطروحة القائلة بأن الإنسان مدني بطبعه ، أي أن للإنسان قابلية فطرية للاجتماع، فالمجتمع من حيث هو تجمع للناس ضمن جماعة سياسية منظمة بقوانين إنما يندرج ضمن منطق طبيعي حيث يحصل التنامي انطلاقا من الخلية الأسرية من حيث هي اتحاد جنسين مختلفين من أجل الحفاظ على النوع البشري فالقرية باعتبارها اتحادا للعديد من الأسر أو البيوت وأخيرا المدينة بكونها تجمعا للقرى حول مركز إداري مشترك، فإن سيرورة التمركز تتم في شكل نمو عضوي ( طبيعي ) مما يجعل المجتمع شيئا طبيعيا. والواقع أن غاية هذه التجمعات وتحصيل سعادة العيش ضمن الجماعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. إن القول بأن الإنسان حيوان اجتماعي، إنما يبرز أن كمال الإنسان لا يتحصل سوى ضمن الجماعة وبذلك يستجيب المجتمع لحاجة أولية، وميل أساسي لدى الإنسان، فيظهر أن اجتماعية الإنسان هي من الأساس استعداد طبيعي. في السياق ذاته يؤكد ابن خلدون أن الاجتماع البشري أو العمران هو أمر ضروري، من حيث إن الإنسان يكون في حاجة إلى التعاون مع أبناء جنسه من أجل تحصيل الغذاء والدفاع عن النفس، بيد أنه يعتبر ضرورة الاجتماع تجسيدا لإرادة إلاهية في إعمار الأرض واستخلاف الإنسان فيها وهذا ما يمكن اعتباره أساسا لاهوتيا اجتماعيا، لكن إذا كان المجتمع ذا أساس طبيعي، فكيف نفسر تلك التوترات والصراعات الناجمة عن تجمع الناس ، ألا يبدو ذلك متناقضا؟ ومن تم ألا يبرز ذلك إن كان وجود أساس آخر للاجتماع البشري؟

2)في الأساس التعاقدي للمجتمع ( نموذج طوماس هوبز)

حالة الطبيعة
مبرر فيه الانتقال
حالة المجتمع
- حالة حرب مزرية للكل ضد الكل
- سيادة الحق الطبيعي الذي ينتج لكل شخص
أن يفعل ما يشاء لحفظ بقائه
- الأهواء الطبيعية المتمثلة في الهيمنة والخوف الدائم من الموت
المبرر: التخصل من حالة الخوف الدائم من الموت.
الكيفية: تنازل لكل شخص عن سلطته وقواه الخاصة لصالح شخص أو مجلس يتولى في ضمان الأمن والسلام
- غياب المصالح المادية
إنشاء مؤسسة اصطناعية تتمثل في الدولة.
- تنظم العلاقات بين الأفراد وفق قواعد أو قوانين وحفظ المصالح.



نستطيع أن نتبين مع هوبز التأكيد على الطابع الاصطناعي للمجتمعات وذلك باللجوء إلى أسس أخرى تتمثل في الميكانزمات الطبيعية للأهواء البشرية ( نقصد الرغبة، الكبرياء، الخوف من الموت) هذه التي تفضي إلى حرب مستمرة لا تدع ولا تضر.
فما هو أولي بالنسبة للطبيعة ليس هو المجتمعات بل نزعة الإثباتات الفردية للقوة، والتي لا يمكنها إلا أن تتعارض وتتصادم فيما بينها وهذا هو السبب في أن لعبة الأهواء الطبيعة إلى التدمير الذاتي للنوع، إذا لم يلجأ الإنسان " لحفظ ذاته" إلى مؤسسة اصطناعية هي الدولة باعتبارها جهازا أعلى ( للإكراهات) الضمنة للأمن والسلام بين الناس في إطار مجتمعات منظمة

تركيب:
مهما كان هناك تعارض بين الأساس الطبيعي والثقافي للاجتماع البشري فإن من شأن هذين الأساسين أن يتكامل على اعتبار أن الإنسان محكوما بالاستعداد أو قابلية فطرية للاجتماع لكن ذلك قد لا يكون كافيا لتحقيق مجتمع منسجم مما يفرض التعاقد حول قواعد وقوانين تحصن المجتمع وتضمن أمنا وسلامة وأفراده لكن كيف تتقوم العلاقة بين الفرد والمجتمع؟

III ) عي علاقة المجتمع والفرد: تحليل نص ص 50 ل إلياس
هدف المحور : أن نتعرف على طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع
سؤاله الإشكالي: كيف تتقوم علاقة المجتمع والفرد؟ هل يسمح المجتمع بتحقق ذاتية الفرد و؟؟؟؟؟؟أم يسلبها؟
صاحب النص: هو عالم ألماني معاصر سوسيولوجي ( 1887-1990)
إشكال النص: كيف تتحدد علاقة الفرد والمجتمع ؟ وهل يمكن للمجتمع أن يوجد بدون أفراد والعكس؟
أطروحته: إن علاقة المجتمع بالأفراد هي علاقة جذلية تلازمية.
العناصر الحجاجية: - يستعرض صاحب النص السجال ( الجدال) Polénique القائم بين من يقول بأسبقية ومرجعية المجتمع ومن بقول بالعكس ، أي بين من يؤكد عل فعالية الفرد ومن يؤكد على إشراط المجتمع.
- إقراره بعلاقة التأثير والتأثر الحاصلة بين الفرد والمجتمع مشبها الفرد بقطعة نقدية منطبعة وفي الوقت نفسه آلة طابعة.
- تأكيده على علاقة التشارك المتبادل بين الفرد والمجتمع لأنهما ليسا جوهرين متمايزين قائمين بنفسيهما.

استنتاج:
نستطيع أن نتبين مع نوربرت إلياس العرقة الجدلية التنازلية بين الفرد والمجتمع لأن وجود أحدهما يقتضي وجود الآخر إذا كان المجتمع يمارس مفعوله على الفرد ويشرط تكوين شخصيته فإن هذا لا يعني أن الفرد مجرد موضوع سلمي. يقتصر فقط على تقبل إشراطات وحتميات الوجود المجتمعي، بل إنه ما يفتئ ينبثق داخل المجتمع ويثبت فعاليته حتى إذا كان الفرد بمثابة القطعة النقدية التي ينطبع عليها المجتمع فإن الفرد يكون في الوقت نفسه بمثابة الآلة الطابعة مما يثبت علاقة التأثير والتأثر القائمة بينه وبين المجتمع.
لكن إذا كان المجتمع يفعل في القرد ويؤثر فيه فعلى أي نحو يتم ذلك ووفق أي آلية.
الحاصل وما فيه أن المجتمع يمارس تأثيرا ملحوظا على أفراده من خلال التنشئة الاجتماعية socialisation باعتبارها عملية تكوينية تدريجية يستدخل من خلالهما الفرد جملة من أنماط التفكير والسلوك والإحساس المكونة للشخصية الأساسية la personnalité de base لمجتمع إنها القناة الأساسية التي يتم من خلالها نقل الثقافة من جيل إلى جيل. إلا أن هذا لا يعني أن التنشئة الاجتماعية بمثابة برمجة ثقافية يكون فيها الفرد مجرد موضوع سلبي يكتفي بتلقي مؤثرات مجتمعية بل إنه ذو نشاط وفعالية ووعي بالذات، الأمر الذي قد يمكنه من تحويل وتطوير مكتسباته، والتأثير بها على محيطه المجتمعي، ولأن كانت التنشئة الاجتماعية مراحل أساسية تتمثل في مرحلتين الرضاعة والطفولة وتلك التي تستمر إلى البلوغ فإن هذا لا يعني أن التنشئة الاجتماعية هي عملية محدودة . بل إنها مفتوحة وتستمر مدى حياة الفرد.
هكذا يتبين أن علاقة الفرد بالمجتمع هي علاقة تأثير وتأثر بحيث أنه إذا كان المجتمع يمارس مفعوله في تكوين شخصية الفرد فإن ذلك لا يعني سلب فعالية الفرد الذي من شأنه أن يكون فاعلا وليس مجرد عضو منفعل.
من هنا إذا كان للمجتمع مفعول وسلطة فكيف يمارس هذه السلطة؟ وما نتائجها؟ وأنماطها؟

IV في السلطة والمجتمع:
هدف المحور: أن نتعرف على المجتمع باعتباره سلطة معطي وعلى نتائجها وأنماطها؟
سؤاله الإشكالي: كيف يمارس المجتمع سلطته؟ وما مفعولاتها ؟ ومن أين تستمد مشروعيتها؟ وما أنماطها؟

استثمار نص :
يؤكد أليكس دوطوكفيل على وجود سلطة اجتماعية تختلف عن نمط السلطة السياسية متمثلة في الاستبداد والاضطهاد الذي كان سائدا في القديم، ويعتبر أن تلك السلطة المجتمعية هي أشد قوة من حيث إنها تعمل على تنميط الأفراد وجعلهم حشودا متشابهة منعزلة ومتساوية، ولا يفكر سوى في الاستمتاع إنها السلطة التي تجعل الأفراد منشغلا فقط بذواتهم وحصر دائرة الاهتمام والتواصل لديهم في الأسرة والأصدقاء باعتبارهم يمثلون كل النوع البشري وهذا ما يسميه دوطوكفيل بالنزعة الفردية الناتجة عن سيادة النظام الديمقراطي وإذا كانت تلك السلطة الإيجابية ليست سلطة اجتماعية أو بطريكية ففي أكثرمن ذلك تجعل الأفراد في حالة قور دائمة حيث ينحصر العالم لديهم في رغبة الاستمتاع وتحقيق السعادة.
استنتاج :
- هذه السلطة التي ينعتها دوطفيل بالجبارة لا يمكن إلا أن تقوم على سند يبرر مشروحيتها في المجتمع، وبذلك فما هي مصادر مشروعية هذه السلطة؟
- في سياق الإجابة عن هذا السؤال يقر عالم الاجتماع الألماني ماكس فييبر بوجود نوع من السلطة ذات الطابع السياسي والتي تمارس في المجتمعات الحديثة الديمقراطية من خلال مؤسسة الدولة هاته التي يخولها المجتمع
- حق احتكار العنف المادي وممارسة بيد أن هذا العنف يستمد مشروعيته انطلاقا من 3 أسس أو مسوغات التي يحددها فيبرا أولا فيما يسميه بالسلطة التقليدية التي تعكس نفوذ أو سلطة العادات والتقاليد والأعراف ثم السلطة الكارزمية المتعلقة بمزايا وقدرات يشخص ملهم ومتميز ثم ما يسميه السلطة الشرعية العقلانية التي تقوم على تشريعات وقوانين التي تتحدد على أساسها الحقوق والقوانين تنظيم العلاقات بين الأفراد والمؤسسات لكن شريطة أن تكون هذه القوانين موضوعية على أساس تعاقدي.

المفاهيم:
تنشئة اجتماعية: SOCIALISATION عملية تكوينية بواسطتها يتعلم أو يستنتج الفرد أنماط التفكير والسلوك والإحساس وكل العناصر الثقافية والاجتماعية السادة في مجتمعه إنها القناة التي تم من خلالها تنتقل الثقافة من جيل إلى آخر.
الثقافة: يعرفها بأنها ذلك الكل المركب الذي يشمل المعارف والمعتقدات والفن والأخلاق والقوانين والتقاليد وكل الأعراف والعادات المكتسبة من طرف الإنسان باعتباره عضوا في المجتمع.
الدولة: هي مجموع المؤسسات السياسية والقضائية والعسكرية والإدارية والاقتصادية التي تنظم المجتمع في مجال ترابي معطي.



4- مفهوم اللغة




إطار الدرس :
يعتبر مفهوم اللغة من بين أهم المفاهيم التي إنشغلت بها الفلسفة المعاصرة واللسانيات وكذلك بعض العلوم الإنسانية مثل علم النفس اللغوي وعلم الاجتماع، وهكذا فإن مقاربتنا لهذا المفهوم ستخضع لمقاربة فلسفية وأخرى علمية .
I- من الدلالات إلى الإشكالية :  أ- الدلالة العامة :  في هذه الدلالة ترتبط اللغة بالكلام إذ يقول عامة الناس فلان يتكلم اللغة العربية أو الفرنسية... .
إذا تمعنا في هذا التعريف لن نستطيع التمييز بين اللغة والكلام. فهل اللغة هي الكلام، أم تتجاوزه إلى أشياء أخرى ؟
هذا ما سنعرفه من خلال دلالتين اللغوية والفلسفية .  ب- الدلالة اللغوية :  يقول إبن منضور عن اللغة "أصوات يعبر بها قوم عن أغراضه لنحلل هذا التعريف : - يحصر هذا التعريف اللغة في الأصوات وهذا يعين أن الأصوات كلام، الشيء الذي يجعل إبن منضور لايخرج عن الدلالة العامية التي تربط اللغة بالكلام.
- إن إعتبار اللغة أصوات يجعلنا نطرح تساؤلين : - كيف يتواصل الحدواليك إذا إختزلنا اللغة في الكلام والصوت .؟
- بمعنى آخر هل الأصوات هي الوسيلة الوحيدة للتواصل والتعبير ؟  (الحيوانات لها أصوات، فهل معنى هذا أن لها لغة ؟ نضيف إلى هذه الاستنتاجات خلاصة أخرى ترتبط بالوظيفة النجيرية للغة، الشيء الذي يدفعنا إلى طرح التساؤل التالي : أليست هناك وظائف أخرى للغة غير التعبير كمثل الإخفاء – الكذب... ؟
- يجعل التعريف السالف الذكر اللغة مرتبطة بقوم معين الشيء الذي يدفع إلى التساؤل إن كانت هناك لغة كونية ؟   ج- الدلالة الفلسفية : كل هذه الأمثلة السابقة تبين بوضوح المغالطات و التناقضات التي تقع فيها الدلالة اللغوية، مما يفرض علينا الأنتقال إلى الدلالة الفلسفية .  – يقول لا لونك أن للغة معنيان، معنى خاص ومعنى عام.  معنى خاص : وظيفة التعبير الكلامي عن الفكر داخليا وخارجيا.  
معنى عام ذلك وكل نسق من العلامات يمكن أن يتخذ وسيلة للتواصل".
إستنتاج :
نستنتج من هذا التعريف أن اللغة بالمعنى الخاص تتقابل مع الكلام واللسان، باعتبار الكلام نوعا من اللغة وليس كلها واللسان خاص بمجتمع معين، أما اللغة فهي مشتركة بين البشر.
من خلال هذه الاستنتاجات يمكن إستخلاص الإشكالية الفلسفية لدرس اللغة، نحملها على الشكل التالي : إذا كانت اللغة حسب لا لند تعبر عن الفكر أفلا يمكن أن نقول العكس، أنها تؤدي إلى الأخطاء والكذب أكثر من الكشف والتعبير ؟ ثم ماهي علاقتها بالفكر والأشياء (الواقع) ؟ وإذا كانت اللغة علامات صوتية والحيوانات لها أصوات، فهل معنى ذلك أنها تشترك مع الانسان في إمتلاك اللغة ؟ أم أن اللغة تبقى خاصية إنسانية ؟ ما طبيعة العلامة والرمز اللسانيات وما علاقتهما بالمعنى والدلالة ؟ هل اللغة تعبر عن الواقع أم عن الفكر ؟ وهل يمكن تصور فكر فإستقلال عن اللغة ؟ كيف تؤدي اللغة وظيفة التواصل ؟ .
II- اللغة الانسانية واللغة الحيوانية ؟
  تحليل نص               "الكلام خاصية للإنسان"
خطوات تحليل النص الفلسفي :
مقدمة : وصف النص : من هو صاحبه – ماهو مصدره ؟
- ماهي المدرسة الفلسفية التي يمثلها النص ؟  - ماهو موضوع النصب ؟  - ماهو الاشكال الذي يجب عنه النص ؟
عرض :
- ماهو الجواب أو الأطروحة التي يقدمها النص كجواب عن الاشكالية (تصاغر الأطروحة بشكل مختصر سطرين على الأكثر).   – شرح الأطروحة.    – ماهي الحجج التي يدافع بها الفيلسوف عن أطروحته.  – خلاصة للفقرة الأولى نستغلها في طرح تساؤل يمهد للمناقشة.
المناقشة :
سنقدم في المناقشة المواقف والأطروحات الفلسفية المعارضة.
خاتمة :
خلاصة تركيبية بين الأطروحتين المقدمتين في العرض مثال تطبيقي :
(نص ديفارت الكلام خاصية الإنسان)
مقدمة :
مثل هذا النص وجهة النظر العقلانية حول إشكالية اللغة الإنسانية والحيوانية، وقد إنطلق في هذا النص (كيارت) من التساؤل التالي : هل يمكن إعتبار اللغة قاسما مشتركا بين الانسان و الحيوان ؟ بمعنى آخر هل الحيوان قادر عن الكلام كما هو الشأن بالنسبة للإنسان. وإذا كان الجواب بالنفي فما الذي يفسر قدرة الإنسان على الكلام. هل يرجع ذلك إلى العقل أم إلى الغريزة.
فرض :
- موقف ديكارت : لايخرج جواب ديكارت على هذه التساؤلات خارج إطار فلسفية العقلانية التي تجعل من العقل أساس تصوره إشكالية اللغة، وبناء عليه يؤكد ديكارت أن اللغة خاصية تقتصر على الإنسان ولا وجود للغة بهذا المعنى لذى الحيوان، ويفسر ديكارت ذلك، أي قدرة الانسان على الكلام بإمتلاكه العقل مهما كانت درجة هذا العقل من البساطة، حتى ولو كان هذا الإنسان يفتقر لجهاز النطق فإنه قادر على التعبير والتواصل كما هو حال الصم والبكم. أما ما تردده بعض الحيوانات مثل للعقعق والببغاء من كلام فيعتبره ديكارت مجرد إنفعالات غريزية و إستجابات آلية لا تعكس وعيه بما يقول. وبالتالي فإن اللغة خاصة بالإنسان دونه والحيوان.
وقد اعتمد ديكارت في دفاعه عن موقفه (أطروحته) هاته إعتمادا على منهجية إستدلالية أو حجاجية تنبني على المقارنة من الإنسان والحيوان فيها يتعلق بإشكالية اللغة، وقد قدم في هذا الإطار مجموعة من الأمثلة المدعمة والموضحة لأطروحته (كالصم والبكم والعقعق والببغاء) كما وظف الروابط المنطقية (هما – حنين وبالعكس ولكنها – أي في حين) والهدف من كل هذا هو الوصول إلى الخلاصة التالية وهي أن الكلام خاصية إنسانية فقط نظرا لإمتلاك الانسان للعقل.
- الموقف اللساني : ويؤثر هذا التصور الفلسفي نتائج الدراسات اللسانية المعاصرة، إذ يؤكد Benveniste بناء على دراسات العالم الألمانيC.V  Frich لأشكال التواصل لدى النحل حدد فيها ثلاث خصائص للغة الإنسانية وهي :
- الإرتكاز على الصوت.    – تحرر العلامة أو الرمز من الموضوع الخارجي.   – قابلية الكلام البشري للتفكيك إلى وحداث لغوية وصوتية دالة وأخرى غير دالة قابلة للتأليف وإعادة التأليف إلى مالا نهاية.
وبناء على هذه الخاصية الثالثة يستخلص :
خاصية رابعة هي التمفصل المزدوج ولتوضيح هذه الخاصية يميز Martinet  بين نوعين من الوحدات اللغوية.
أ- الشوينقان :
وهي وحدات لغوية دالة تقبل التجزئة إلى وحدات أصغر غير دالة وهي ما يسمى بالكلمات (كوثر) .
ب- الفويمات :
وهي وحدات صوتية غير دالة لاتقبل التجزئة مثل الحروف ويتمثل التمفصل المزدوج في المثال التالي، ستذهب كوثر.
- المفصل الأول : وهو الذي يكون بين المونيمات والكلمات، وحينما نغير موقع الكلمة أو حذفها ونستبدلها بأخرى بتغير المعنى وهذا ما يسمى بالتأليف وإعادة التأليف بين المونيمات لإنتاج دلالات جديدة : س + قد + ذهب + كوثر. نحذف كلمة ذهب ونستبدلها بكلمة أتى.
- المنفصل الثاني : وهو الذي يكون بين الحروف أو الفونسيان حيث إذا غيرنا مواقعنا داخل الكلمة (المونيمة) أو إذا إستبدلناها بأخرى فتعطي معنى جديد مثل : كل ملك – لك.
خلاصة :
- هكذا يكون بمقدور الانسان أن ينتج مالا نهاية من العبارات والكلمات ومن تم من الدلالات والمعاني من عدد محدود من الوحدات اللغوية البسيطة، وهذا ما يسميه الله انيين. الاقتصاد اللغوي.
هذا ويعتبر kassirer أن العلامة والزمن نتاج للنشاط العقل الإنسان حيث يتخذها وسائط رمزية تمثيلية تربط بشكل غير مباشر بين الفكر والواقع. وتمكن الانسان من التحرر من سلطة الواقع المادي بواسطة ذلك النظام الرمزي الذي يتشكل من : علوم – فلسفات – بيانات – فنون – أساطير... وهكذا يكون الانسان عبارة عن حيوان رامز لايدرك الواقع ولا يتواصل مع الآخرين إلا من خلال أنساق رمزية. وكلما تقدم هذا النسق الرمزي إلا وتوارى الواقع إلى الوراء ليعيش الانسان وجها لوجه أمام الفكر كبعد آخر من أبعاد الواقع حيث يجد نفسه أمام نظام رمزي لا يحيل مباشرة على الواقع الخارجي، وإنما يحيل على تصور أو فكرة ذلك أن الأفكار هي العمل الطبيعية للأشياء، أما العلامات والرموز اللسانية فهي علامات للأفكار، فكيف تنشأ الدلالة والمعنى ؟ كيف تنشأ الدلالة والرمز اللسانيات ؟ وماعلاقتهما بالأشياء والموضوعات.
                                      الرمز والعلامة
المحور الثالث : العلامة والرمز اللسانيات :
تحليل نص Hegel
مقدمة :
يمثل النص الذي بين أيدينا وجهة النظر العقلانية الجدلية حول إشكالية العلامة والرمز اللسانيات فما هي العلامة وماهو الرمز ؟ وما هو الفرق بينهما ؟ وما هي علاقتها بالأشياء والفكر ؟ .
عرض :
نبطي هيكل في هذا النص معنيان للعلامة معنى عام حيث يكون للرمز والعلامة لنفس المعنى، ومعنى خاص حيث يكون لهما معنيان متناقضان. وهذا يعتبر هيكل أن العلاقة بين الدال والمدلول في العلامة الخاصة هي علاقة إعتباطية، نتيجة المواضعة والاتفاق، فالعلاقة هنا غريبة وعرضية إذ ليس هناك أي قاسم مشترك بين الدال والمدلول اللهم ما إصطلح عليه الناس. لكن في المقابل نجد أن العلاقة بين الدال والمدلول في العلامة الخاصة التي تكون الرمز هي علاقة طبيعية فهي ليست علامة إعتباطية ولا محايدة، بل إنهما يشتركان في بعض الخصائص مع أنهما يختلفان في أخرى، فتطابقهما ليس كاملا ولا تاما بل هو تطابق جزءي وإلا لما كان الرمز رمزا.
وقد قسم هيكل نصه هذا إلى قسمين (فقرتين) تبتدأ الفقرة الأولى من بداية النص الأمة مثلا، حاول من خلالها أن يحلل إشكالية العلامة.
أما الفقرة الثانية فتبدأ من الأمر مختلف إلى نهاية النص تطرق فيها إلى إشكالية الرمز.
وقد دافع عن موقفه من العلامة والرمز إعتمادا على أسلوب التمثيل حيث قدم مجموعة من الأمثلة الملموسة كالألوان التي تدل على أمة من الأمم أما في الرمز فقد قدم مثال الأسد والثعلب والدائرة موظفا في هذا الإطار أسلوب المقارنة والتقابل بين العلامة من جهة و الرمز من جهة أخرى، مستعملا مجموعة من الروابط المنطقية مثل : غير – بين – إنما – هكذا – ذلك... كما إستعمل أسلوب النفي لايتلان والاستثناء ولكن ..بل والتأكيد إن وكذلك الاستنتاج وهكذا... وهكذا تنتهي مع هيكل إلى أن العلامة إعتباطية بينما الرمز علامة طبيعية.
لكن هل يمكن إعتبار جميع العلامات ذات بعد إعتباطي متفق عليه ؟ ألا نجد بعض العلامات تحاكي الطبيعية مثل كلمة دقيق – حرير – نافذة...؟ .
في المقابل أطروحة هيكل حول العلامة يعتبر أفلاطون العلاقة بين الدال والمدلول طبيعية وليست إعتباطية إذ يرى أن لكل شيء علامة أو إسما منسوبا إليه بصورة طبيعية وأن هذا الإسم ليس مصدره الانفاق ولكن الطبيعة هي التي منحت للأسماء معانيها، وأن كل شيء يأخذ إسمه من الطبيعة من خلال المحاكاة وتقليدها، وأن المشرع الذي يستطيع محاكاة الطبيعة هو المؤهل في نظر هيكل لتجزئ الصورة في الحروف والمقاطع اللسانية. وهكذا فإن الكلمات والأسماء تحاكي أصوات الطبيعة مثل حرير المياه، لفيف الأشجار.
خاتمة :
في هذا النص نرى أن هناك علاقة تعارضية بين هيكل و أفلاطون في إعطاء مفهوم العلامة والرمز فكل حسب مايراه، فهيكل يرى أن العلامة لاترتبط بالطبيعة عكس أفلاطون الذي يراها محاكاة للطبيعة.
المحور الرابع :  اللغة – الفكر – التواصل – السلطة :
تمهيد :
من تطرق في هذا المحور إلى دراسة طبيعية العلاقة بين اللغة والفكر من جهة والسلطة من جهة ثانية، ثم وظائف اللغة، فإذا علمنا أن لكل من اللغة والفكر طبيعتان متناقضتان فكيف يمكن الحديث عن العلاقة بينهما ؟ بمعنى آخر ماهي طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر ؟ هل هما منفصلان أم متصلان ؟ هل الفكر سابق عن اللغة مستقل عنها .؟ أم أنها أساسا الفكر ومنتجة ؟ .
د) الأطروحة الميتاويزيفية :
تقول بأسبقية الفكر عن اللغة واستقلاله عنها ويتبناها كل من أفلاطون – ديكارت – برحسون.
أ- موقف أفلاطون :
إذا كانت المعرفة حسب أفلاطون تذكر والجهل نسيان. فإن الأفكار تكون موجودة في أعماق النفس ينبغي فقط تذكرها بواسطة التأمل العقلي، وعليه فاللغة حسب أفلاطون لاتصنع الفكر لأنه سابق في وجوده عليها وما ينبغي القيام به هو تذكر من أجل معرفته، فالفكر هنا صورة توجد في عالم المثل أما اللغة فهي في العالم نفسه عالم الحلال والأوهام.
ب- موقف ديكارت :
إنطلاقا من الكوجيطو "أنا أفكر إذا أنا موجود" يعتبر ديكارت الفكر جوهر روحي مستقل خاصية الوحيدة هي التفكير أما اللغة بإعتبارها أصوات فهي جوهر ممتد" ومن تم فاللغة والفكر حسب ديكارت من طبيعتين متناقضين هو روحي وهي مادية وبالتالي فالفكر مستقل عن اللغة و منفصل عنها.
ج- موقف هنري برجسون.
يرى برجسون أن لغة العقل التي تقوم علما لتقسيم والتجزئ والقياس والتكمين بتقي عاجزة عن التعبير عن الفكر وإدارك الأيمومة النفسية التي لانفردها إلا بالحدس، خصوصا ما يتعلق بالتجارب الروحية والاشراقات الصوفية حيث تبدو هذه التجارب أغنى وأوسع من اللغة العادية التي رغم أنها مكنت الانسان من السيطرة على الطبيعة وتحريره من سلطة الأشياء فإنها تبقى في نطاق التجارب السطحية في حالات الوعي والشعور.
2- الأطروحة العلمية (اللسانية) :
د-
على عكس التصور التقريبي لعلاقة اللغة بالفكر يعتبر هذا الفيلسوف أن الفكر بدون لغة ليس سوف كتلة عديمة الشكل غير متميزة لا فواحل فيها ولا وحدات، إنه ليس سوى غماء وشديد ليس فيه شيء محدد، وهو مضطر لكي يزول عن عمائه إلى الاسقانة باللغة من أجل التمييز بين فكرتين ومعنيين بصورة واضحة. فاللغة هي التي تضع تقسيمات وتفصل بين الوحدات لكي تتضح الأفكار وتتمايز. وهكذا ليس هناك فكر سابق عن اللغة ومنفصل عنها. ومن أجل البرهنة على هذه الأطروحة قدم هذا الفيلسوف مجموعة من الأمثلة وقد شبهها بنسمة ريح هبت على صهريج ماء فادت إلى جعل سطح الماء ينقسم إلى تقسيمات وتموجات، فهذه التموجات هي التي تعطينا فكرة عن علاقة اللغة بالفكر، كما قدم مثالا آخر شبه فيه علاقة اللغة بالفكر بوجهي الورقة النقدية، فالوجه هو الفكر والمظهر هو اللغة، ولا يمكن أن نحدث قطعا في وجه الورقة دون أن نقطع ظهرها في نفس الوقت. وهكذا لايمكن تصور فكر بمجزل عن اللغة بل هما متداخلات كل منهما محتوى الآخر.
تحليل نص                           الفكر والكلام
مقدمة :
نعتبر النص الذي بين أيدينا أحد النماذج الفلسفية، التي تحاول التفكير في إشكالية اللغة والفكر وطبيعة العلاقة التي تجمعهما، من الناحية الفينومونولوجية، وبناء عليه يمكن طرح الإشكالية التالية :
- ماهي طبيعة العلاقة بين الكلام والفكر ؟    - هل يمكن أن يكون الكلام مجرد علامة للفكر ؟ سعنبي آخر هل يمكن أن نقبل أن تكون علاقة الكلام بالفكر علاقة إنفصال ألا يمكن على العكس من ذلك أن يكون الكلام هو جسد الفكر وحضوره ؟ .
عرض :
أ- التحليل : يؤكد ميرلوبونين في هذا النص أي علاقة اللغة بالفكر لا يمكن أن تكون إلا علاقة إتصال وإحتواء متبادل لأنهما يتكونان في آن واحد، وهكذا فهو يرفض الموقف الكلاسيكي لعلاقة اللغة بالفكر، والذي يجعل الكلام مجرد علامة منفصلة عن ماتدل عليه بمعنى آخر ينفي ميرلوبونتي أن يكون الكلام مجرد لباس أو غلاف للفكر لأن الكلام هو جسد الفكر وشعاره، فما يجعل الفكر يحصر إلى العالم الخارجي هذا الكلام إذ لا وجوج لفكر خارج الكلمات والعلامات. وحتى التفكير الصامت الذي قد يوحي بانفصال اللغة عن الفكر في نظره كلام مهموس وبالتالي فالفكر ليس داخليا والكلام ليس شيئا خارجيا بل إنهما مظهران لوحدة اللغة مع الفكر. وقد إتخذ النص أسلوبا حجاجيا سجاليا بين موقفين متقارضين الأول يمثل التيار الكلاسيكي وهو الذي استهل به نصه ثم يتلوه مباشرة بموقفه الخاص مستعملا في ذلك مجموعة من الآليات الحجاجية، تعتمد بالخصوص على النفي أليس – فلا – لا يحتل أو الاستثناء (إلا) في محاولة الضغظ الموقف الكلاسيكي. ثم تعتمد على آلية التأكيد للدفاع عن موقفه الخاص (إن – لابد- بل – خيران...) كما إستعمل المنطق الشرطي دون أن ينسى توظيف تقنية نفسه (الصمت صحيح الكلام) الاستبطان لملاحظة التفكير الصامت الذي يبدو أنه تفكير لا يخلو من كلام ولو أن هذا الكلام غير مسموع. وفي هذا الإطار يمكن إستحضار تصور اللسانيات المعاصرة ممثلة في رائدها دي سوسي الذي يشبه علاقة بل للغة بالفكر بوجهي الورقة النقدية... أو يشبه علاقة اللغة بالفكر بعلاقة الرياح بسطح الماء.
هذه الأمثلة تؤكد على إتحاد اللغة بالفكر بحيث لايمكن تصور فليس بدون لغة. لكن ألا نجد في بعض الأحيان أن اللغة عاجزة عن التعبير عن الفكر ؟ أليست الطبيعة متناقضة لكل من الكلام والفكر سببا في إنفصالهما ؟ .
المناقشة :
نجيب عن السؤال الأول : يؤكد برجسون (للرجوع إلى الدرس) بينما يذهب ديكارت في نفس إتجاه برجسون بناء على تناقض خصائص كل من اللغة والفكر... .
اللغة والتواصل :
تمهيد :
إذا كانت اللغة أداة للتعبير عن الفكر فهي أيضا عنصر للتواصل الاجتماعي، فلا مجتمع بدون لغة، كما أنه ليس هناك مجتمع بدون تواصل، فكيف يتحقق هذا التواصل ؟ هل في إطار من الوضوح والشفافية ؟ أم أن عملية التواصل هي عملية غير بريئة يشوبها الكذب والاخفاء ؟ .
1- أطروحة رومان جاكو بسون : نعتبر اللغة في النظرية التواصلية لجاكوسيون أداة تبليغ للمعرفة والأفكار والمشاعر والمعلومات في إطار من الوضوح والشفافية بشرط توفر العناصر التالية : ا- السياق 2 – المرسيل 3 – الرسالة 4 – المرستل إليه إلا نضال السنن (اللسان المشترك) لكن هذه الوظيفة التواصلية للغة باعتبارها علاقة نقل خبر أو معلومات وأن هذه المعلومات هي بالتعريف تظهر على نحو صريح مكشوف أمام المتلقى قد أضحت موضع تساؤل من طرف اللسانيين أنفسهم فهل تكون اللغة أداة شفافة وبريئة تمكن من نقل الأخبار بهذا الوضوح والشفافية ؟ ألا يمكن أن نقول العكس، أن اللغة أداة إخفاء وكتمان وكذب ؟ .
2- أطروحة ديكرو : يرى ديكرو أن العلاقات بين الذوات لاترتد إلى التواصل بمعناه الضيق : وإنما تندرج تحت طائلة من العلاقات البشرية لا يصبح فيها اللسان أداة تواصل فقط، وإنما إطار مؤسسا تقوم عليه تلك العلاقات، لايصبح اللسان شرطا للحياة الاجتماعية فقط وإنما بمطالها، يحقد معها براءته، وشفافيته، هذا ما تؤكده التجربة اليومية، ذلك أن اللغة ليست وسيطا نريها وشفافا بين الدوان المتخاطبة بل كثيرا ما تنقلب إلى آلية للإخفاء والكتمان، أو التظاهر بالإخفاء بواسطة آلية الاخصار، تتحول معها اللغة إلى قواعد لعب يومي لا بالمعنى السطحي للكلمة وإنما كاستراتيجية يعتمد الحساب والتقدير المسبقين للنتائج، لايتحمل معها المتكلم مسؤولية النطاق بها. تعود ضرورة الاخمار هذه في العلاقات الاجتماعية إلى مجموعة من المحرمات اللغوية والدينية والاجتماعية والثقافية وإلى عوامل نفسية لاشعورية أو شعورية، ولاتقف هذه الإكراهات عند هذا الحد بل هناك إكراهات وإلزامات أخرى تفرض سلطتها على المتكلم تسمى بالإكراهات اللسانية فما هي هذه الاكراهات ؟ وكيف تفرض اللغة تسيطرتها على المتكلم ؟ .
اللغة والسلطة :
أطروحات رولان بارت :
يرى رولان بارت أن كل إنسان هو عبارة عن تصنيف قمتي يتحدد بالالزام والاكراه والارغام أكثر مما يتحدد بالمستحسن والمباح، وهكذا فالمتكلم ملزم باحترام قواعد معينة، ملزم باستعمال إما المذكر أو المؤنث : بدل المحايد، ملزم بتمييز ذاته عن الغير باستعمال ضمير المخاطب أنت أو أنتم، وهكذا فالفرد لايتكلم حسب إدارته ولكن سبقا لما تريده وتحدده القوانين اللسانية، لذلك تتجاوز اللغة في نظر رولات بارت وظيفة التبليغ والتواصل لتصبح أداة للسلطة والايضاح والارغام، الشيء الذي جعل بارن يصرح بأن اللسان    ذلك لأن الفايشي ليس هي الحيلولة دون الكلام وإنما الارغام عليه، وعليه يعتقد رولان بارت أنه ما أن ينطق الانسان حتى ينخرط في خدمة سلطة معينة، التي تجبر الأفراد على إنتاج خطابات تبعا لقواعد محددة سلفا (                         ) .
وهكذا يميز R. I بين نمطين من السلطة في اللغة، تجعل المتكلم سيدا وعبدا في نفس الوقت، سيد من حيث الطابع الالكاتي التوكيلي للغة الذي تجعله ينصت ما يقوله. وعبدا من حيث الطابع القطيعي للتكرار. الذي ينزع إلى جعل الانمات تابعا وفردا في القطع يعتبر الكلمات والألفاظ التي ينطق بها في مجتمعه. هكذا نخلص مع رولان بارت أن لا حرية إلا خارج اللغة، وبما أن اللغة لا خارج لها فلا محيل لنا عنها إلا عن طريق المستحيل.


5- مفهوم التبادل

تقديم:
يتلخص مبدأ التبادل إعطاء شيء مقابل شيء آخر قد يكون مكافئا أو غير مكافئ له، فهو إذن عطاء وأخذ أو أخذ وعطاء، وليس هناك تبادلبالعطاء فقط أو بالأخذ فقط، فالسرقة والسلب ليسا تبادلاً فهما أخذ فقط، وكذلك التبرع والتصدق وتقديم المساعدة ... وينطبق الأمر كذلك على كل إجبار على العطاء دون الأخذ أو العكس
إن التبادل من أهم آليات تشكل البنيات نتيجة مشاركة بنيتين أو أكثر في الأخذ والعطاء، فالتبادل هو الذي ينشئ التجاذب وبالتالي الترابط ضمن بنية واحدة . أن ما معي يجذبك لكي تأخذه وتضمه إليك وكذلك ما هو معك يجذبني لكي أخذه وهذا ينشئ قوى تؤدي إلى إجراء التبادل، وبعد إجراء التبادل ينتفي التجاذب إلا إذا كانت هناك قوى لتبادل جديد، فتكرار الأخذ والعطاء لا بد منه لاستمرار التجاذب.
و لا يقتصر التبادل على تبادل الخيرات أو المنافع المادية بل يتعداه إلى تبادل رمزي للأفكار والمعتقدات وأنماط السلوك... 
ويمكن القول إن التبادل المادي يتضمن تبادلا رمزيا لأن كل سلعة تكون موضوعا للتبادل تحمل في طياتها علة ومنطق ورؤية صانعها.
· فما هي أسس التبادل؟
· ما العلاقة بين التبادل والمجتمع؟
· لماذا لا يكتفي الإنسان بالتبادل المادي فحسب؟
التبادل خاصية إنسانية صرف
لماذا يتبادل الإنسان و لا تتبادل الحيوانات؟
يقول أدم سميث: (لم نر قط كلبين "يتفاوضان" في أمر اقتسام قطعة عظم. لم نر أبدا أن حيوانا يحاول "إفهام" حيوان مثله، مستخدما صوته أو حركات جسمه، فيقول له: "هذا لي، وهذا لك، سأعطيك مالي مقابل أن تعطيني ما لك...) 
ينطلق أدم سميث من هذه الملاحظة المقارنة بين الإنسان والحيوان ليخلص إلى أن التبادل خاصية إنسانية بامتياز، لأن التبادل يستلزمالحوار واللغة والتفاوض والتفكير في الأحجام والقياسات والمعادلات... وكل هذا مرتبط بالفكر والعقل. والحيوانات لا تستطيع مجاراة الإنسان في هذا المجال.
وبما أن التبادل خاصية إنسانية، فإنه لا يتأسس على العاطفة أو الشفقة أو الرحم... بل يتأسس على مبدأ العطاء والأخذ. فكون الإنسان اجتماعيا، يعني الدخول في علاقات مع الآخرين و تبادل المنافع معهم. وإذا ما اعتمد الإنسان فقط على مساعدة الآخرين وعنايتهم به، فإنه لن يضمن إشباع حاجياته باستمرار. لذلك يستحسن أن يقدم الفرد للآخرين خدماته لقاء الحصول على خدماتهم. وبهذه الطريقة يتأسس التبادل على مبدأ الخدمات المتبادلة على أساس إشباع الاحتياجات المتبادلة.
يقول سميث: ("أعطيني ما أحتاجه منك، وسأعطيك أنت ما تحتاجه مني". بهذه الطريقة يتم الحصول على الجزء الأكبر من هذه الخدمات النافعة والضرورية بين الناس).
بيد أن ماركس يرى أن التبادل يتم على أساس مبادلة القيمة الاستعمالية بالقيمة التبادلية للخيرات. فالنجار ليس بحاجة لكل تلك الأبواب التي يخرجها للوجود بعمله. إنه بحاجة إلى خيرات وسلع من نوع آخر. أي أن الأبواب التي يصنعها لا تمثل بالنسبة إليه قيمة استعمالية، بل تمثل قيمة استعمالية عند آخرين (سباك، بقال، موظف...). لذلك يبحث الآخرون عن القيم الاستعمالية للأشياء و يبادلونها بالقيم التبادلية للأشياء التي ينتجونها.
لقد شكل التبادل أساس القيم الإنسانية منذ بداية الحياة الاجتماعية. ف"لكل شيء ثمن وكل شيء يشترى" كما قال نيتشه.
التبادل والروابط الاجتماعية
كيف يعمل التبادل على تأسيس الروابط الاجتماعية؟
يرى كلود ليفي ستراوس أن التبادل أو التواصل داخل كل مجتمع يجري على ثلاثة مستويات:
مستوى القرابة: من خلال الزواج 
مستوى الاقتصاد: من خلال المبادلات التجارية والنقدية
مستوى الرموز: من خلال اللغة والآثار الأدبية والفنية
إن الدافع للمبادلة بين البشر هو أن قدرات البشر المختلفة والظروف المختلفة لا تسمح لهم بالحصول على كافة حاجاتهم بسهولة متساوية، (أرسطو، ابن خلدون)، فإنتاج السلع والخدمات، أو توفرها، غير متساو لدى البشر، فالإنسان الذي يسهل عليه الإنتاج الزراعي يمكن أن يصعب عليه الإنتاج الصناعي ، فلكل إنسان قدراته وظروفه التي تؤهله أو تسمح له بإنتاج أو امتلاك سلع أو خدمات دون أخرى، وكذلك الجماعات والدول لكل منها قدراتها وظروفها التي تحدد إنتاجها وامتلاكها للسلع والخدمات، وهذا ما يستدعي الحاجة للمبادلة فيما بينهم. ويجب لكي تجري مبادلة أن تختلف شدة الحاجة إلى السلع أو الخدمات المراد تبادلها ، بالإضافة إلى اختلاف الكم المتوفر منها، فتوفر الهواء أو الماء المتاح للجميع مع أن الجميع بحاجة إليهما لا يستدعي إجراء مبادلة عليهما، وكذلك إذا كان لدي نقود ولديك أيضاً نقود ونحن معاً بحاجة إلى طعام، فلن تجري مبادلة بيننا.
كان التبادل قبل ظهور السوق مجرد إنتاج عائلي وعطاء متبادل وإعادة توزيع. لكن مع تطور الإنسان ظهر السوق بوصفه نظام توزيع وتبادل ونمت معه أنماط التبادل التجاري التي جلبت معها التحضر والأخلاق المهذبة والسلام والوئام حتى بين الشعوب المتباعدة والمتنافرة لاسيما في حوض البحر الأبيض المتوسطيقول مونتسكيو : "إن الأثر الطبيعي للتجارة هو الوصول إلى السلام. فأمتان تتفاوضان فيما بينهما، هما أمتان ترتبطان برباط متبادل...". لكن الحديث عن التبادل لا يكتمل دون الحديث عن النقود ودورها الأساسي في عملية التبادل
يرى ماركس أن النقود لعبت دورا حاسما في تاريخ التبادل. لقد كان التبادل يتم بواسطة المقايضة قبل ظهور النقود، أي أن طرفي التبادليدخلان إلى السوق فيتبادلان سلعتين مختلفتين في نفس الآن. أي أن الأخذ والعطاء يتمان في لحظة واحدة. بيد أنه مع ظهور النقود أصبح من الممكن مبادلة السلعة بمقبلها النقدي، وتأجيل الحصول على المقابل السلعي إلى ما بعد. وهذا ما، مكن حسب تحليلات ماركس، من تجاوز العلاقة: سلعة – نقود – سلعة (البيع من أجل الشراء)وبروز العلاقةنقود – سلعة – نقود (الشراء من أجل البيع). العلاقة الأخيرة ساهمت في تراكم رأس المال، وظهور نمط الإنتاج الرأسمالي.
التبادل الرمزي: الهبة نموذجا
تستعمل مفردات الهبة والهدية والعطية والصدقة في نفس المعنى لأنها تتضمن كلها معنى العطاء والمنحة. لكنها هذه المفرادات تختلف من حيث الدلالة اللغوية
· فالهدية هي الشيء الذي يحمله يمنحه الإنسان للغير إكراماً له وإجلالاً. إنها تتضمن معنى المنح والحمل.
· وأما الهبة فهي منح من دون حمل. إنها في الأصل تمليك، ويُقصَد بها تمليكُ الغيرِ المالَ الذي يملكه الواهب على سبيل المعروف والإحسان.
· وأما بالنسبة للعطية: فهي عطاء مع وقف التنفيذ إلى حين وفاة الشخص الذي أعطاها. فالعطية تكون لما بعد الموت.
· وأما الصدقةفهي منح أو عطاء يبتغي من وراءه صاحبه أجرا معنويا في العالم الآخر.
تمنح الهبة والهدية وحتى العطية نسبيا بغرض كسب القلوب والتعاطف والمودة، أما الصدقة فيبتغى بها تحقيق المكاسب المعنوية في العالم الآخر حسب المعتقدات الدينية.
فما هي وظيفة الهبة في التبادل الرمزي؟
في دراسته لنظام البوتلاتش،و هي دراسة لمارسيل موس عن بعض قبائل الهنود الحمر التي تعيشفي الجزء الشمالي الغربي من أمريكا، وهذه القبائل هي : الكيوكتيل، الهايدا،والتسمشيان، لاحظ أن النظام الاجتماعي يرتكز في أساسه على أن يقوم الشخص من ذوي المكانة والمركز الاجتماعي في هذه القبائل بتوزيع نوع معين من الأغطية الصوفية على الضيوففي حفل رسمي كبير. وبعد فترة من الزمن يرد الضيوف هذه الأغطية في حفل رسمي كبيرأيضاً بعد إضافة أعداد أخرى كبيرة منها قد تصل إلى أضعاف ما أخذوه منه في الأصل .وهذا التبادل الذي يتم بين أفراد المجموعة يصاحبه دائماً بعض الطقوسوالشعائر. وفي هذه المجتمعات تتضمن الهبات نوعا من الإلزام حيث يتوجب علىالموهوب له أن يرد الهبة وبأحسن منها. والامتناع عن القيام بهذا السلوك قد يزعزعالمركز الاجتماعي للشخص ويقلل من هيبته ومكانته.
فهذه الطقوس تعمل على حفظحقوق أطراف العلاقة في الأخذ والرد ولذلك فإنها تحقق الاستقرار وتدعم أواصرالعلاقات داخل مجتمع القبيلة. بالإضافة إلى أن هذا النظام الشعائري يهدف إلى اكتساب المزيد من الشرف والسمعة الطيبة وذيوع الصيت عن طريق المنح والإعطاء والمبالغة فيالرد والدليل على ذلك أن الشخص كثيراً ما يلجأ إلى إحراق هذه الأغطية ذات القيمةالاجتماعية العالية وأحياناً أخرى قد يحرق بعض ممتلكاته ليدلل على استهانتهبالأشياء المادية ويدعو غيره من الأشخاص الذين يحضرون حفل البوتلاتش إلى مجاراته فيأعماله.كلما أحرق أو أتلف الشخص هذه السلع المادية كلما ارتفعت مكانتهفي المجتمعوهذا هو نسق العطية.
أن نظام البوتلاتش يساعد على إشباع الحاجة التي يشعر بها الشخص للحصول علىالمزيد من السمعة وذيوع الصيتفهو نظام شعائري تدخل فيه الكثيرمن الطقوسالتي ترتبط فيها الأنظمة الاقتصادية في المجتمعات البسيطة ارتباطاوثيقا بالأنظمة الاجتماعية.إن تبادل الهدايا في البوتلاتش يتم بشكلإرادي على الرغم من وجود صفة الإلزامية فيه، وإن عمليات التبادل لاتخلو من أبعاد اقتصادية تتمثل في وجود مفهوم القيمة في هذه التبادلاتالتي تتم بهدف الحصول على المكانة الاجتماعية والهيبة أكثر منالحصول على السلع المادي.ةإن الطقوس والشعائر التي تمارس فيالبوتلاتش تحافظ على الاستقرار الاجتماعي لأنها تنظم قضية الأخذ والرد وتدعم أواصرالعلاقات بين القبائل في الوقت الذي تحتل العلاقة بين السلع منزلة ثانوية بالنسبةللعلاقة بين الأشخاص.
أما مالينوفسكي، في دراسته لنظام تبادل الكولا الذي يمارس في جزر التروبرياند في المحيط الهادي وفي بعض جزر واستراليا، فقد لاحظ أن الكولا نظام شعائري تتبعه بعض القبائل التي تعيش في منطقة جزرواحدة وتنتشر على شكل حلقة وتكون دائرة مغلقة للتبادلوفي نطاق هذه الدائرة يتبادلونمجموعتين من السلع. مجموعة السولافا "المحار" ومجموعة الموالي.

6- مفهوم الشغل



مفهوم الشغل
المحور الأول:                          الشغل خاصية إنسانية        
                  

- إشكال المحور: 1
لماذا يعتبر الشغل فاعلية إنسانية ؟
و ما هي المعاني و القيم التي يضيفها على الوجود الإنساني ؟
 
  تحليل نص كارل ماركس:       الشغل سيرورة وتوسط  
1- إشكال النص:
ما هو الشغل ؟ و بأي معنى يمكن اعتباره فاعلية إنسانية ؟
2- أطروحة النص:
يتحدد الشغل بوصفة فعلا يتم بين الإنسان و الطبيعة، بموجبه يقوم العامل بتحويل المواد الطبيعية الأولية و يضفي عليها عليها صورة انطلاقا من تصوراته العقلية القبلية. و هكذا يتميز الشغل عند الإنسان بطابعه الغائي حيث يختلف عن العمل عند الحيوان الذي يظل مجرد فعل غريزي. و هذا ما يجعل الشغل فاعلية خاصة بالإنسان و حده .
 3- مفاهيم النص:
* الشغل / الإنسان :
بولسطة الشغل يتدخل الإنسان في الطبيعة و يغيرها، بأن يمنحها شكلا معينا و يجعلها مفيدة له في حياته . هكذا فالشغل له آثار إيجابية على حياة الإنسان؛ إذ يحقق له الرفاهية في العيش و يحقق له منافع كثيرة. غير أن هذا التأثير يطال الإنسان أيضا، فينمي ملكاته العقلية و يطور سلوكه و يرتقي بذوقه.
* الشغل / الوعي والإرادة:
الشغل عند الإنسان خاضع للإرادة و يحضر فيه الوعي؛ ذلك أن الإنسان يفكر بشكل مسبق في كيفية إنجازه لعمله قبل أن يحققه على أرض الواقع. و هذا ما يجعل الشغل عند الإنسان ذا طابع غائي؛  أي أن الإنسان يعي شغله و يحدد له غايات معينة قبل عملية إنجازه.
* مسار الشغل :
يتضمن مسار الشغل أو سيرورته ثلاثة عناصر أساسية :
  أ- النشاط الإنساني:
    - نشاط جسدي .
    - نشاط عقلي  .
  ب- موضوع الشغل:  المواد الطبيعية الأولية.
  ج- وسائل و أدوات الشغل .
4- حجاج النص :
من أجل توضيح أطروحته، استخدم ماركس مجموعة من الأساليب الحجاجية:
  أ- أسلوب العرض و التفسير:
     *المؤشرات اللغوية الدالة عليه :
- إن الشغل …
و في الوقت الذي … فإنه …
- إن نقطة انطلاقنا هي …
- إن النتيجة التي ينتهي إليها الشغل …
    * مضمونه:
- تعريف الشغل باعتباره فاعلية تدخل الإنسان و الطبيعة في علاقة منتجة لقيم نافعة .
- الشغل لا يغير الطبيعة فقط ، بل يغير أيضا ملكات الإنسان  و قدراته الإبداعية أيضا .
- الشغل فاعلية إنسانية .
- نتيجة الشغل توجد بشكل قبلي في ذهن العامل و مخيلته .
ب- أسلوب المقارنة:

الشغل عند الإنسان
العمل عند الحيوان
- الحائك – المهندس
- مهارة عقلية.
- عمل غائي .
- القصدية و التخطيط و البرمجة .
- عمل حر و اختياري .
- العنكبوت – النحلة .
- مهارة غريزية.
- عمل آلي .
- التلقائية و العفوية الطبيعية .
- عمل إجباري و خاضع للضرورة البيولوجية .
← هكذا يثبت كارل ماركس من خلال هذه المقارنة، بأن الشغل بالمعنى الدقيق ظاهرة خاصة بالإنسان وحده، لأنه فعل غائي و قصدي،  يحضر فيه الوعي و الإرادة العاقلة و الحرة للإنسان .

 تحليل نص نيتشه:
1- إشكال النص:
ماهي انعكاسات الشغل على الفرد العامل ؟
و ما هي القيم التي يضيفها الشغل على الوجود الإنساني ؟
2- أطروحة النص :
إن الشغل الشاق في نظر نيتشه يحول دون تحقيق الرغبات و الميولات الفردية، فهو يهدر طاقات الإنسان الفردية و الإبداعية . إن الغرض منه هو فقط إشباع حاجات حيوانية بسيطة، كما يهدف إلى تحقيق الأمن و الاستقرار و الهدنة الإجتماعية.
3- مفاهيم النص:
* نعمة الشغل : إيجابيات الشغل و آ ثاره الحسية على الإنسان .                         
* الأفعال المجردة: هي مجموعة من التعاليم المسطرة نظريا، والتي تحدد لأفراد المجتمع ما يجب فعله.
* العلاقة بين الخطاب الذي يمجد الشغل والفرد:                                               
يرى نيتشه أن هناك خلفية فكرية وإيديولوجية تقف وراء الخطابات التي تمجد الشغل وتمدح الممارسين له، وهي التي تتمثل في التحكم في أفعال الأفراد وتوحيدها بغية تحقيق النظام والاستقرار داخل الجماعة. هكذا تستغل هذه الخطابات الشغل إيديولوجيا لصالحها، مما يجعلها تخشى كل عمل أو مبادرة فردية.               
* العلاقة بين الشغل الشاق من جهة والفكر والرغبة الفردية من جهة أخرى:                  
إن الشغل الشاق – من الصباح إلى المساء – يعرقل التفكير الفردي، ويلجم رغبات وميولات الفرد الذاتية، ويهدر طاقته العصبية في تحقيق أهداف وضيعة تتمثل في إشباع حاجات الجماعة من أجل تحقيق الهدنة والنظام، وإن كان ذلك على حساب شقاء الفرد وكده المستمر.    
 ← هكذا نجد أن الفيلسوف الألماني نيتشه يوجه نقدا للشغل الشاق من الصباح إلى المساء، باعتباره مصدر شقاء للفرد ويقتل مواهبه وميولاته الشخصية، حيث يصبح هذا الأخير أداة طيعة في يد الجماعة تحقق من خلاله مصالحها وأهدافها الإيديولوجية.
المحور الثاني:               تقسيم الشغل

 إشكال المحور:
ماهي آثار تقسيم الشغل على وجود العامل؟
وكيف يؤدي تقسيم الشغل إلى الحفاظ على تماسك المجتمع؟
 

 
 
 تحليل نص جورج فريدمان :          النظام الآلي  
1- إشكال النص:
ما هي آثار تقسيم الشغل على نفسية العامل؟
 
2- أطروحة النص:
لقد أدى تقسيم الشغل إلى آثار سلبية على العامل، حيث لم يعد يتحكم في عمله عن طريق التفكير فيه و التخطيط له،  بل حدث انشطار بين العمل و التفكير لدى العامل؛ فأصبح يقوم بعمل آلي  خال من كل حافز أو تفكير عقلي حر .
3- مفاهيم النص:
 * تقسيم الشغل/العامل:
لقد أصبح الشغل مع نظام الآلية أكثر تجزيئا و تخصصا، و أصبحت الآلة تعوظ عمل الإنسان في الكثير من المهام. و هذا ما أدى إلى تقليص مساهمة العامل في الإنتاج و إضعاف ذكائه، ولم يعد يتحكم في مسار الشغل وفي الأهداف المرسومة له.
 * الشغل /تفكير العامل:                                                                                                                                      لم يعد العامل يوظف تفكيره وذكاءه في التخطيط للإنتاج ورسم أهداف الشغل، بل أصبح تدخله ينحصر في بعض العمليات التي تكمل عمل الآلة. هكذا أصبح العامل مكرها على المشاركة في عمليات فارغة من كل قيمة فكرية. وحدث نوع من الانشطار بين العمل والتفكيرلديه.
4- حجاج النص :
اعتمد صاحب النص على آليتين حجاجيتين رئيسيتين من أجل إبراز أطروحته:
  أ- آلية الوصف:
      *المؤشرات اللغوية الدالة عليها :
+ إن تقسيم الشغل ... يخلق ...
+ أصبح ... أكثر تجزيئا ... أصبحت...
+ ... وضع قطعة تحت ...
  ب- آلية النقد:
      *المؤشرات اللغوية الدالة عليها:
+ لم يعد العامل يختار و يقرر ...
+... و هو مكره على المشاركة في عمليات فارغة ...
+ ... تبرز لنا قساوة تقسيم الشغل .
     *مضمونهما:
هكذا  قدم لنا فريد مان و صفا للوضعية التي يعيشها العامل في ظل نظام الآلية و تقسيم الشغل، ليوجه انتقادا واضحا إلى هذا النظام الذي أدى إلى تبليد العامل و تشييئه، و إحداث انشطار و فصل بين إرادته وتفكيره من جهة، و ما يقوم به من عمل داخل المصنع من جهة أخرى .

 تحليل نص إميل دور كايم:   لماذا يؤدي تقسيم الشغل إلى التماسك الاجتماعي ؟

 1-إشكال النص:
ما هي آثار تقسيم الشغل على المجتمع ؟
2- أطروحة النص :
يولد تقسيم الشغل مشاعر الإنتماء إلى الجماعة، كما يؤدي إلى تماسكها و خلق تنافس إيجابي بين أفرادها، مما ينتج عنه تطور في الإنتاج و حيوية و استمرارية في العمل .
3- مفاهيم النص :
 * الفرد / المجتمع:
- لايستطيع الفرد أن يكتفي بذاته، فهو في حاجة إلى المجتمع من أجل تحقيق ما هو ضروري بالنسبة
 إليه.
- الفرد يشتغل من أجل المجتمع.
- الفرد جزء لايتجزء من المجتمع، فهناك روابط أخلاقية و روحية  تدفعه إلى أن يشتغل من أجل الآخرين.
  * الشغل / النشاط الوظيفي:
يؤدي النشاط الوظيفي إلى تطوير الشغل و خلق تنافس و حيوية و استمرارية داخل المجتمع .
4- حجاج النص :
 استخدم صاحب النص أسلوبين حجاجين ر ئيسيين من أجل توضيح أطروحته:
     أ- أسلوب التحليل:
           * المؤشرات اللغوية الدالة عليه:
- و بما أن الفرد ... فهو ...
- كما أنه ...
- هكذا [ أسلوب الاستنتاج ] .
* مثل هذه المشاعر ليس من شأنها فحسب أن تولد ... و إنما تولد أيضا ...
         * مضمونه:
لايستطيع الفرد أن يحقق اكتفاء ذاتيا و يلبي كل الضروريات التي يحتاج إليها، ولذلك تتولد لديه روح الإنتماء إلى المجتمع، فيسعى إلى تقديم تضحيات و مجهودات من أجل المساهمة في تحقيق النظام داخل المجتمع .
   ب- أسلوب الإثبات:                                                                                                                                          * المؤشرات اللغوية الدالة عليه:
- لا يتطور... إلا...
- إن الأسباب التي... هي نفس الأسباب التي...
- حينما يزداد... سينعكس...
- وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقسيم الشغل...
        * مضمونه:
يؤدي النشاط الوظيفي والمتخصص في الشغل إلى خلق المنافسة والحيوية وتطوير الإنتاجية.
المحور الثالث:                       الشغل بين الاستلاب والتحرر
             * إشكال المحور:                                                                                                                               هل الشغل خضوع للحاجة ولنظام النشاط المنتج أم هو إبداع للذات ؟ وهل الشغل استلاب أم تحرر ؟   
                                                     تحليل نص سارتر:        الشغل تحرر
                     1- إشكال النص:                                                                                                                       هل يؤدي الشغل إلى استعباد العامل ونفي ذاته أم أنه على العكس من ذلك مصدر لتحررها وتحقيقها على مستوى الأشياء الطبيعية ؟
             2- أطروحة النص:
يرى سارتر أنه بالرغم مما في نظام التايلورية في الشغل من استعباد وقهر، فإنه مع ذلك عنصر محرر لذات العامل؛ إذ يؤدي إلى إثبات ذاته على الأشياء الطبيعية ويعمل على تحويلها إلى منتوجات صناعية مفيدة. إن الشغل إذن أداة تحرر للإنسان، خصوصا وأنه يخضع لقوانين ولا يتم تحت نزوات التملك لرب العمل.                                                                                                                                                            3- مفاهيم النص:
               
* الشغل/الاستعباد:                                 تتجلى مظاهر الاستعباد في الشغل فيما يلي:                                                     - لا يختار العامل شغله.                                                                                                                                      - لا يختار العامل زمن شغله.                                                                                                                                -  يتقاضى العامل أجرة ضئيلة لا تتناسب مع مجهوده في العمل.                                                                                                                                                             -  تبليد العامل وتشييئه، والتعامل معه كآلة.                                                                                                              -  الروتين وتكرار نفس الحركات في العمل.                                                                                                            >>> هكذا يؤدي الشغل تحت نظام الآلية إلى العديد من أشكال القهر والاستعباد بالنسبة للعامل.                                    
* الشغل / نظام التايلورية:يقوم نظام التايلورية في الشغل على تجزيء العمل، من خلال قيام العامل بحركات مضبوطة ومكررة تستهدف استغلال جهده من أجل الرفع من الإنتاج. وهو ما جعل هذا النظام يؤدي إلى تشييء العامل ونفي كل حرية وإبداع لديه في الشغل.
                      * الشغل / الحرية:
الشغل مجال لتحرر الذات لأنه:
          - لم يعد يتم تحت نزوات التملك لرب العمل، بل أصبح يخضع لقوانين تضمن الحقوق المشروعة
             للعامل.
          - يجعل الإنسان/ العامل يثبت ذاته على الطبيعة، فيحول أشياءها ويتحكم فيها.
         4- حجاج النص:
استخدم صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية من أجل توضيح أطروحته:
                  * المؤشرات اللغوية الدالة عليه:                                                                                                                                                              - يمثل الشغل ...                                                                                                         
- بهذا المعنى ...                                                                                                         
- من المؤكد أن ...
- فهو يجزىء نشاط العامل ...
- إن رب العمل يختزل ...
- وهكذا يميل ...
                                * مضمونه:                                                                                                                    إن الشغل مبدئيا هو أداة ثورية يحرر من خلالها الإنسان ذاته ويحققها، لكنه في ظل شروط نظام الآلية تحول إلى أداة لاستعباد العامل نظرا لما يتخلله من إقصاء لوعي وإرادة العامل في الشغل، والتعامل معه كآلة للإنتاج.      
              ب- أسلوب المثال:
- الاستشهاد بمثال تورده السيدة " ستايل " في مذكرة رحلتها إلى روسيا في بداية القرن 18م.
                       * مضمونه:
عشرون قنا من الأقنان الروس، يعزف كل واحد منهم نوطة واحدة بشكل متكرر كلما كان ذلك ضروريا، بحيث أصبح كل واحد منهم يحمل اسم النوطة التي يعزفها. وهذا شبيه بما يحدث للعمال في نظام التايلورية؛ حيث يتم اختزال شغل العامل في قيامه بحركات متكررة مئات المرات يوميا.  

7-مفهوم الفن

-        الفلسفة، الطبيعة، الفن...
إذا أنظرا إلى هذه الموضوعات التي تتناولها الفلسفة تبدو من الوهلة الأولى متباعدة لارابط بينها، لكن إذا تمعنا فيها نستكشف أن هناك رابط بين كل الموضوعات ألا وهو الإنسان. إذا يمكن القول إن الإنسان هو محور التفكير الفلسفي.
لانستغرب إذا أن تتناول الفلسفة التي كموضوع لها فالفنان ينتج أعمالا فنية ولكنه لايمكنه أن يتوقف في ذات الوقت حول دلالة ومغزى الفن ووظيفته بالنسبة للإنسان... فهذا العمل يقوم به الفيلسوف.
I- ماهو الفن ؟ :
- تستخدم كلمة الفن للإشارة إلى مجلات متعددة (نتحدث عن الفن بالنسبة لمجالات معينة كالرقص، المسرح، الموسيقى، الرسم...). ولكن قد نتحدث كذلك عن فن الطبخ أو فن النجارة والحدادة.
إن السبب في ذلك يعود إلى كون كلمة فن كانت تقل على كل نشاط إنساني منتج بدون تمييز بين الفنان الحرفي والصانع والفنان لكن في القرن 18 سيتم التمييز بين فنون ارتزاقية (الصانع والحرف) وفنون حرة هي ما سيطلق عليه الفنون الجميلة.   - فما هو الفن بهذا المعنى ؟
- نجد في المعجم الفلسفي La ponde  التعريف التالي للفن. "كل إنتاج للجهال يتم بواسطة أعمال ينجزها كائن واعي".
- يتبين من خلال هذا التعريف أنا مجال الفن هو مجال خاص متميز مما ينتجه الفنان هو الجمال، والفن كذلك نشاط إنساني أي لايوجد سود عند الإنسان .
لكن لما يرتبط الفن بالإنسان وحده ؟ وما الذي يميزه بالضبط عن مجالات أخرى كما ينتجه الحيوانات مثلا (العنكبوت، النحل) أو كما ينتجه الفنان أو الحرفي أو ما ينتجه العالم الفيزيائي ؟
- يسعى كانط (نص ماهو الفن) إلى تحديد الفن وتعريفه وذلك من خلال مقارنته لمجالات ونشاطات أخرى الطبيعة، العلم، الحرفة.


                   الفــن                                       الطبيعــة
- عمل يتأسس على الوعي والتفكير                     - عمل يتأسس على الضرورة
مثال قطعة خشب منحوثة                                مثال : بناء أقراص السمع
عمل فني لأني انجازها قام على                         من طرف النحلة ليس عمل
الوعي والتفكير والحرية وتحديد                         قينا، بل هو برمجة غريزية فطرية.
الغاية .
___________________________________________________________________________
-        خلاصة الوعي : خاصية الإنسان وهو الإدراك والمعرفة الإنسان هي ذاته ويعي كذلك العالم والأشياء.
-        كانط : (1724-1804) فيلسوف ألماني شها فلسفته بالفلسفة النقدية من أهمل مؤلفاته "نقد العقل الخالص".
-        الملكة : القدرة .
-        التعريف : الجد (وصنع حدود) يعرف ويحد.
الفــــن                                             العلـــم
-        نشاط للإنسان                                                    - نشاط للإنسان
-        إنتاج للجمال                                                     - إنتاج للمعرفة للحقيقة
-        له تقنيات وقواعد                                                 - يعتمد منهجا وتقنيات وأدوات .
-        لكن، لايمكن للإنسان أن ينتج                                     - يمكن للإنسان أن يكتسب الطريقة والمنهج
       عملا فنيا بمجرد ما تكون له معرفة بفن ما .                        العلمي وينتج عملا علميا .
-        مثال : يمكن للإنسان أن يقضي سنوات
في دراسته الرسم وتقنياته وأساليبه ولكن ذلك
لن يجعل منه بالضرورة بيكاسوا.
-        لذلك يقول كانط : "إن العمل الفني هو العمل الوحيد
      الذي لانملكه مهارة صنعه حتى ولو كانت معرفتنا به
      معرفة تامة".
         الفـــن                                               الحرفـــة
-        نشاط حر                                      - نشاط ارتزاقي (يطلب منه الرزق والربح)
-        متعة، لعب                                    - مشقة ، تعب
-        غياب القواعد                                  - إلزام ، الكراه.

-        يمكننا انطلاقا من هذه المقارنات أن نخرج بتعريف للفن :
-        للفن نشاط إنساني محض، وهو يتأسس على الوعي وعلى الحرية إن يخيب فيه كل إلزام وإكراه ويكون لعبا ومتعة. 
II- ماهي العلاقة بين الفن والطبيعة ؟
-        العمل الفني إنتاج للجمال. يتحدث كذلك عن الجمال في الطبيعة.
-        فماهي العلاقة بين الفن والطبيعة أو الجمال الفني والجمال الطبيعي ؟
-        هل الفن تقليد ومحاكاة للطبيعة واما هو موجود في الواقع ؟ أم أنه يتجاوز ذلك ؟
-        هل عمل الفنان هو النسخ وإعادة انتاج الطبيعة والواقع أم أنه يذهب إلى أنجد من ذلك .
-        هناك تصوران، التصور الأول يرى بأن الفن هو محاكاة للطبيعة والتصور الثاني يرى أن الفن ليس محاكاة للطبيعة .
1 التصور الأول : الفن محاكاة الطبيعة
* أفلاطون Platon  (347- 427)  يعرف أفلاطون بنظرية المثل .
- المثل جمع مثال وهو نموذج الفكرة الماهية (النجار قبل صنع السرير يسبق ذلك الفكرة السرير شيء مادي متخير ذائل أما فكونه لأي مثاله فهي تابتة وخالدة) .
________________________________________________________________________
-        المحاكاة : تقليد، استنساخ إعادة إنتاج اما هو موجود في الطبيعة وفي الواقع حسب نظرية المثل يقسم أفلاطون الوجود أو العالم إلى عالمين :
-        العالم المحسوس (المادي) وهو هذا العالم الذي تنتهي إليه وتواجديه .
-        العالم المعقول (اللامادي) وهو مفارق .
-        العالم الأول يضم ظل للعالم الثاني العالم المحسوس تملأ النسخ، وهو متغير وفاتن .
-        العالم المعقول يضم الأصل أي المثل وماهيات الأشياء وهو خالد وأزلي .
-        العالم المحسوس لاينطوي على الحقيقة بل النسخ والظلال فقط أما العالم المعقول فهو موطن الحقيقة.
-        نربط بالفن : - إن الفن بالنسبة لأفلاطون هو محاكاة لكن ماذا يحاكي الفنان ؟
-        إن الفنان يحاكي ماهو موجود في هذا العالم المحسوس فهو إذا يحاكي النسخ فقط، فعمله هو في الدرجة الثالثة أو إنه بعيد عن الحقيقة بثلاث درجات :
مثال : - نتحدث عن الجمال في العالم المحسوس فنقول وردة جميلة، إمرأة جميلة، فسيارة جميلة... لكن الجمال في العالم المحسوس هو مجرد نسخة باهثة كما أنه متغير وزائل، أما الجمال الحقيقي المطلق فهو فكرة الجمال أو مثال الجمال.
إذا يمكن القول أن العمل الفني الحقيقي حسب أفلاطون لاينبغي أن يكون محاكاة للنسخ بل للماهيات والمثل .
________________________________________________________________________
-        الفلسفة تتوزع إلى ثلاث مباحث، مبحث يتعلق بالحق، ومبحث يتعلق بالخير، ومبحث يتعلق بالجميل (أي المعرفة، الأخلاق، الفن).
* أرسطو Aristote ق.م (322- 384)
تلميذ أفلاطون فلسفة موسوعية. واضح علم المنطق.
-        ترى كيف يتصور أرسطو العمل الفني يقول أرسطو "إن المحاكاة غريزة في الإنسان تظهر فيه منذ الطفولة والإنسان يختلف عن سائل الحيوان في كونه أكثر استعدادا للمحاكاة. وبالمحاكاة يكتسب معارفة الأولية والشاهد على هذا مايجري في الواقع : فالكائنات التي حينما تقتحمها العين حينما تراه في الطبيعة تلذ لها مشاهدتها مصورة..." .
-        يؤكد أوسطو على أن المحاكاة غريزة في الإنسان بمعنى أنه الكائن الذي يكون لديه منذ ولادته استعدادا للمحاكاة. والعمل الفني حسب أوسطو هو محاكاة من طرف الفنان لما هو موجود قبلا في الطبيعة وفي الواقع، فالرسم مثلا هو محاكاة بالألوان لما هو موجود، والغناء محاكاة بالصوت، والشعر محاكاة بالإيقاع والوزن للأفعال البشرية التي تنقسم إلى دنيته ونبيلة أي الرذيلة والفضيلة .
-        لكن هذا التصور للفن يظل قابلا للنقد، فنحن نجد أعمالا قيمة عمل أشياء غير موجودة في الواقع (كمثال الإتجاه السريالي في الرسم) وهذا يدل على أن الفن. هو قدرة على خلق وإبداع عوالم أخرى.
كذلك إذا جعلنا من الفن مجرد محاكاة واستنساخ لما هو موجود مسبقا، فأية قيمة ستكون له ؟ ألن يكون الفنان مجرد مستنسخ ومقلد ؟ أليس المطلوب من الفنان حمل رسالة إلى الإنسان وفتح آفاق جديدة أمامه .
2 التصور الثاني : رفض نظرية المحاكمة .
- كيف يتصور هيجل الفن في علاقته بالطبيعة ؟ هل يتبنى فكرة المحاكاة أم يرفضها ؟
الأطروحة : - ليس الفن محاكاة للطبيعة .
الحجـج : - إن هيجل كفيلسوف لايكتفي برفض الأطروحة التي تقول الفن محاكاة بل يسعى إلى تفنيدها أي ابطالها بواسطة الحجج وهي الفن كمحاكاة عمل عبتي ورطائل من ورائه لأنه مجرد استنساخ.
-        الفن كمحاكاة مجرد لعبة باعثة على الغرور والإعجاب بالذات .
-        الفن كمحاكاة لايهتم سوى بالشكل فقط .
-        الفن كمحاكاة لايقدم سوى الوهم والخداع .
* لكن إذا كان هيجل يرفض فكرة المحاكاة فما هو البديل الذي يقدمه ؟
الأطروحة النقيدة : - الفن تعبير عن الروح أو العقل وتجسيد للحقيقة.
-        إن هيجل يرفع العمل الفني إلى مرتبة العقل والحقيقة، فهو ليس مجرد تقليد واستنساخ للطبيعة .
ففي الحياة اليومية نتحدث عن العمال الطبيعي فنقول مثلا امرأة جميلة، سماء جميلة، لون جميل وشجرة جميلة .
غير أن الجمال الطبيعي لايرقى إلى مستوى الجمال الفني . لأن هذا الأخير يرتبط بالروح أو العقل، والروح أو العقل أسمى من الطبيعة.
________________________________________________________________________
-        هيجل : فيلسوف ألماني فلسفة تعتبر من الخبر الفلسفات يعرف ب المنهج الجدلي أو دياليكتيك. من أهم مؤلفاته فينومينولوجيا الروح .

-        نستنتج مع هيجل أن الفن ليس مجرد استنساخ وتقليد ب هو أكثر من ذلك، إنه يعبر عن العقل ويجسد الحقيقة كمثال (إن الوسام يستخدم أشياء مادية من ألوان وأدوات لكي يعبر بها عن فكرة عن حقيقة) إنما ينبغي أن نراه في العمل الذي هو المضمون والعمق والمعنى والحقيقة.
III- ماهو الحكم الجمالي، وما الذي يميزه عن غيره من الأحكام .
-        تقف مثلا أمام لوحة تختلف فينا أثرا فنقول : هذه اللوحة جميلة، هذه العبارة تسمى حكم Jugement .
* مامعنى الحكم ؟
- الحكم بشكل عام هو ربط وتركيب بين موضوع وخصائص (محمول) . إن الإنسان كائن يفكر ويصدر بالتالي أحكاما متعددة ومتنوعة حسب المجالات .
أمثلة : - كل المعادن تتمدد بالحرارة : حكم معرفي يتأسس على العقل ومفاهيمه أي أنه خلاصة نشاطه عقلي وبحث ودراسة.
-        إن هذا السلوك غير لائق حكم أخلاقي يستند من المعايير والقيم الأخلاقية.
-        هذه القصيدة رائعة : حكم جمالي مصدره الأثر الذي خلقته في القصيدة وأنا استمع إليها .
-        إن مجال الفن هو مجال خاص جدا لأنه يتعلق بالجميل والجمال، فكيف تميز الجميل عن غيره من المجالات بماذا يتميز الحكم الجمالي .
* كانط Kant : يميز كانط بين الممتع والحسن والجميل.
              الممتع                                          الحسن                                الجميل
-        اشباع مشروط بالحساسية                      - يتعلق بها تغيير وتقدر أنه
-        لذة حسية (تتعلق بالحواس وبالجسد)             نافع للإنسان .
-        لذة آنية أي لحظية تزول وتنتهي               - العقل هو الذي يمارس هذا التقدير.
بالحصول الاشباع.
-        مثال : لذة أكلة .
* هذا المجال يشرك فيه الانسان
   مع الحيوان .


8-مفهوم التقنية والعلم
I ) مدخل إشكالي:
يحيل لفظ علم بنحو العموم على المعرفة ، لكنه قد يعني أيضا المهارة التقنية ( فنقول عن الفرح مثلا آنة يملك علما
بالزراعة).
بيد أن هذا المعنى الذي يجمع بين العلم كمعرفة ومهارة قد يحمل تعارضا لم يكن ليقبله مفهوم العلم.
فقد كان يعني عند الإغريق المعرفة التي تكون في الوقت نفسه شريفة ( سامية) ، وكونية ( تتعارض مع الآراء الخاصة) ، ونظرية ( تختلف مع المهارات العلمية ) وبذلك كانت الفلسفة  في العلم الأسمى، هكذا إذا كان العلم مرتبطا بما هو نظري فإن من شأن التقنية أن تتعلق بما هو عملي، ولعل ذلك ما دفع PALANDE إلى تعريف التقنية بأنها ( مجموعة من العمليات والإجراءات المحددة تحديدا دقيقا ، والقابلة للنقل والتحويل والرامية إلى تحقيق بعض النتائج التي تعتبر نافعة).
- إلا أنه، والرغم مما يمكن تصوره من تمايز بين العلم والتقنية، فالمؤكد هو وجود علاقة بينهما والتي يمكن النظر إليها من خلال ثلاثة مشاكل أساسية:
1- مشكل تاريخي: ويتعلق بالتساؤل عما إذا كانت التقنية ناتجة عن اعلم والتفكير النظري أو أنها على العكس من ذلك متقدمة عليه، بهذا الصدد يكاد يجمع الجميع على أن الإنسان قد أمكنه الفعل قبل الفكر، وهذا ما يفسر التنمية عند الإنسان البدائي.
2- مشكل فلسفي: متعلق بطبيعة كل من المفهومين فيكون التساؤل عما إذا كان لهما استقلال عن بعضهما البعض. في هذا السياق إذا نطرح مدى إمكانية وجود ماهية خاصة بالعلم وأخرى بالتقنية.
مشكل أخلاقي: وهو مشكل حديث العهد ويرتبط بالمسؤولية على استعمال التقنيات هذا الاستعمال الذي يمكن أن يكون جيدا وإيجابيا عندما تسعة التقنية إلى تطوير مصير الناس ورفاهيتهم وأملهم في الحياة لكن يمكن للتقنية أيضا أن تسهم في تصنيع القنابل المدمرة بدلا من المساهمة في علاج السرطان أو إنتاج المراكز الكهربائية.
يتضح إذا أن العلاقة بين العلم والتقنية هي علاقة معقدة تنضاف إلى البعد الإشكالي للمفهومين ذاتيهما مما يبرز طرح الإشكالية التالية:
كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية؟ ما علاقتها بالعلم؟ وما آثار التقدم العلمي التقني على وجود الإنسان ومصيره؟

II ) في مفهوم التقنية:
هدف المحور: أن تتعرف على مفهوم التقنية
سؤاله الإشكالي: كيف تتحدد التقنية؟ وبأي معنى يمكن اعتباره ظاهرة خاصة بالإنسان؟
صاحب النص: ازفالد شبنغلر ( 1830-1836) هو فيلسوف ألماني عرف بمذهبه المتشائم حول تاريخ الغرب من مؤلفاته le declin de l’accidont والإنسان والتقنية:.
إشكاله: كيف يمكن تحديد مفهوم التقنية ؟ إلى أي حد تتمايز دلالتها الإنسانية كما نجده عند الحيوان؟
أطروحته: إن التقنية سلوك مهتم وهادف وليست أشياء وموضوعات.
العناصر الحجاجية:
- نفي صاحب النص ربط مفهوم التقنية بصناعة الأدوات والآلات أو بالعصر الآلي، وليعمل أيضا على توسيع مفهوم التقنية لتشمل الحيوان إلى جانب الإنسان.
- تشديده على ربط التقنية بالنفس أو الروح كشرط يسمح للكائن بالاستقلال على الطبيعة ويسمح له أيضا بالتواجد في وضعية صراع ليتبع خطه ما، هذه التي تكون خطة حيوية فطرية بالنسبة للحيوان وخطة الحياة تقتضي التأمل وإلا ؟؟؟؟؟وهذا هو ....مقارنته بين التقنية عند الإنسان وعند الحيوان.
- تأكيد على أن التقنية إنها ترتبط بسلوك أو بفعل التفكير الذي يخطط ويضع الغايات ولست ترتبط بالأشكال والأشياء أو الموضوعات، مقدما لمثال الحرب التي تعتمد على التخطيط والاسترامجية أكثر من اعتماده على اختراع الآلات والأسلحة.
- تقديمه لمثال وسائل النقل ليبرز كيف أن الوسائل التقنية إنها إلى الأفكار وليس إلى الأشكال.

استنتاج
- نستطيع أن تتبين مع الفيلسوف الألماني شينغلر إقراره بأن تحديد مفهوم التقنية لا يرتبط بالأدوات أو الآلات أو حتى العصر الآلي فهي بالأساس فعل للتفكير وسلوك مهتم يخطط ويضع الاستراتيجيات لتحقيق غايات محددة لذلك حتى حينما بوسع مفهوم التقنية ليشمل الحيوان أيضا ، فهو يقدم تخطيط أساسا يكمن في أن التقنية عند الإنسان في خطة للحياة تقتضي التأمل والاستباق لتنظيم وجود الإنسان فيحين أنها خطة حيوية غريزية لدى الحيوان. هكذا يفضل شبنغلر بين مفهوم التقنية وموضوعاتها ( الوسائل التقنية)
السابق
هذ أخر موضوع
شكرا لك ولمرورك